استقبلت السيدة حبيبة بهلول نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني أمس، بمقر المجلس وفدا من النساء البرلمانيات والشخصيات الأجنبية المتضامنة مع المقاومة الشعبية السلمية للنساء الصحراويات، وعلى رأسهم السيدة فاطمة المهدي رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات. وأكدت السيدة حبيبة بهلول نيابة عن رئيس المجلس الشعبي الوطني وعن البرلمانيين الجزائريين مساندة الجزائر القوية للقضية الصحراوية، وحرصها الدائم على احترام حقوق الإنسان في المنطقة ولا سيما من خلال المطالبة بفرض القرار الأممي 14 - 15 الذي يدعو إلى مباشرة المفاوضات بين الطرفين المغربي والصحراوي دون شرط لتحديد أطر تقرير مصير الشعب الصحراوي، وأوضحت أن موقف الجزائر واضح من القضية التي تدرجها ضمن قضايا تصفية الاستعمار. وأكدت المتحدثة مساندتها للسيدة الرمز في الصمود والمقاومة أميناتو حيدر، وأضافت أن المرأة الجزائرية ككل تقدر قيمة هذا الصمود في وجه الاستعمار المغتصب للصحراء الغربية، إيمانا منها بأن قضية الصحراء الغربية هي قضية حق وعدل. من جهتها، أشارت السيدة فاطمة المهدي رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات إلى أن اللقاء جاء متزامنا مع انعقاد ملتقى نسوي لدعم المرأة الصحراوية ينظمه الاتحاد بالتعاون مع اللجنة الوطنية الجزائرية مع الشعب الصحراوي، تحت عنوان "المرأة والمقاومة"، والمنتظر أن يفتتح اليوم بفندق الأوراسي، كما اغتنمت الفرصة لتشكر البرلمان الجزائري على وقفته إلى جانب القضية وقالت إن احتضان هذا الملتقى يعكس احترام الجزائر لحقوق الإنسان، ويبرهن على مؤازرة الشعب الصحراوي في محنته. وحضر حفل الاستقبال كل من السيد الطيب لوح رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة والأخوة الجزائرية الصحراوية والسيد محمد العماري رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي. وضم الوفد الزائر في عضويته سياسيات وبرلمانيات وحقوقيات من عدة بلدان، وهي جنوب إفريقيا، ناميبيا، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المكسيك، سلفادور، كوبا، كولومبيا، الشيلي، فرنسا، بريطانيا وفنزويلا. من جهتها، عبرت ممثلة الوفد النسوي المشارك في الملتقى عن عرفانها بالجهود الجزائرية في دعم ومساندة القضية العادلة وأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ويحضر الملتقى وفد من اتحاد النساء الصحراويات ومن الجزائر وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وفرنسا ومدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان جاؤوا من الأراضي المحتلة، إضافة إلى زوجات سفراء معتمدين بالجزائر ومجموعة من الصحفيين. وللإشارة سيقوم الوفد بعد نهاية الملتقى بزيارة مخيمات اللاجئين تدوم يوما واحدا للوقوف عند مدى معاناة الصحراويين واستماتتهم القوية في التصدي لبطش النظام المغربي. من جانبه استقبل رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان السيد فاروق قسنطيني أمس وفد المناضلات الصحراويات. وحضر اللقاء المناضل الصحراوي من أجل حقوق الإنسان سيدي محمد داداش الحائز على جائزة "تورولف رافتو"2002 لحقوق الانسان والمعتقل السياسي سابقا بالسجون المغربية التي قضى بها 24 سنة قبل أن يطلق سراحه سنة 2001. وبالمناسبة أعربت السيدة مانديلا عن سعادتها بتواجدها بالجزائر التي زارها زوجها سابقا الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نلسون مانديلا منذ 59 سنة خلت، مؤكدة في هذا الخصوص بقولها "إننا مدينون للجزائر التي ساندت وعلمت شعب جنوب افريقيا كيف يناضل ضد العنصرية بانتصارنا على نظام الأبارتايد بجنوب افريقيا، وهذا ما يجعلنا مسؤولين تجاه نضال الشعب الصحراوي من أجل استقلاله". وأوضحت المتحدثة في سياق متصل بأن جنوب إفريقيا ناضلت 230 سنة قبل الانتصار على العنصرية، معربة عن أملها في أن يحقق الشعب الصحراوي من جهته والذي يمتد نضاله منذ 40 سنة الانتصار والاستقلال قريبا". وأوضحت السيدة مانديلا أنها توجد بالجزائر من أجل مساندة المرأة الصحراوية في نضالها، وللتعبير عن دعم بلدها المطلق للقضية الصحراوية، مؤكدة بأن معاناة الشعب الصحراوي أمر لا يطاق، "ولذلك سنستعمل كل الوسائل وكل الضغوطات من أجل تحرير آخر مستعمرة بالقارة الإفريقية". من جهته أوضح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان أن مرجع عمل لجنته هو الأمير عبد القادر ونلسون مانديلا ومارتين لوثركينغ وجلهم من القارة الإفريقية، مؤكدا بأن الشعب الصحراوي يتعرض للاضطهاد وسوء المعاملة والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والشعوب، وهي ممارسات وتصرفات ذميمة تدينها اللجنة بشدة على حد تأكيده. وتدخل المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان سيدي محمد داداش للتنديد مرة أخرى بالانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية وأوضح أن وجوده في الجزائر يهدف إلى وضع حد للحصار المفروض على الشعب الصحراوي ودعم المرأة الصحراوية في كفاحها اليومي من أجل تقرير مصير شعبها. كما ندد باستعمال الشرطة المغربية للقوة ضد المظاهرات السلمية للصحراويين وبلجوئها للعنف ضد النساء والأطفال والمسنين وسجنهم. وبدورها جددت الكاتبة الصحفية الشيلية فريدي زيران في حديثها باسم ممثلات بلدان أمريكا اللاتينية الحاضرات (شيلي وسلفادور وفنزويلا وكوباوالمكسيك) دعم الشعوب الأمريكية اللاتينية للقضية الصحراوية وكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره.