نفى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران أن تكون هيأته قد قدمت لرئيس الجمهورية قائمة بأسماء الأشخاص الذين تراهم مؤهلين لتولي منصب مفتي الجمهوري الذي لم يظهر إلى اليوم، رغم وعود وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بوضعه. وقال بوعمران في حديث مع موقع الإذاعة الجزائرية ''نحن قدمنا لرئيس الجمهورية ولوزارة الشؤون الدينية شروط الدين الإسلامي في الإمامة، الشروط الواضحة تسمى بالإمامة وهي موجودة في كتبنا المشهورة: العلم الراسخ والإخلاص في القول والعمل والسلوك المثالي''، وأضاف ''إذا سمعنا مرة بإمام أساء إلى الناس أو ارتكب خطأ من الأخطاء لا يمكن أن يكون إماما، ويمكن إذا وافقت الدولة أن نجري مسابقة مثلما هو في الماجستير والدكتوراه ونأخذ أحسن ما عندنا في السلوك والعلم والآداب وفي الدقة والطريقة التي توصل الرسالة''. وبيّن بوعمران أن هيأته حتى وإن قدمت قائمة مقترحات معينة لبوتفليقة، فإن ذلك سيبقى سريا ولن تعلنه مطلقا، مردفا في هذا الإطار بالقول ''إذا اقترحنا فهذا عمل سري ولا نذكره لغيرنا لأننا هيئة استشارية فيها علماء من جامعيين وشيوخ الزوايا، لدينا واجب التحفظ فنترك الأمور السياسية للسياسيين، ولدينا حكومة وبرلمان وأحزاب سياسية''. وشدد رئيس المجلي الإسلامي الأعلى على نفي قيام مصالحه باقتراح أسماء لمنصب المفتي، حيث زاد بالقول في هذا الشأن ''والذين قالوا إن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى قال إننا اقترحنا القائمة لا أدري من أين جاءوا بهذا الكلام''. وتجدر الإشارة إلى أن منصب مفتي الجمهورية الذي يتولى تعيينه رئيس الجمهورية يبقى غائبا إلى اليوم في الجزائر، رغم تأكيد وزير القطاع أبو عبد الله غلام الله في أكثر من مرة أن ذلك بات قريبا، إلا أنه لا شيء ملموس على أرض الميدان، ويربط متابعون للملف إحجام الرئيس عن تعيين مفتي للجمهورية هو صعوبة القرار في ظل السياقات المحلية والإقليمية المختلفة، وغياب مؤسسات دينية عريقة على غرار الأزهر يمكن أن تكون خزانا في مثل هذا المقام.