كشفت مصادر مطلعة ل "الشروق"، أن العديد من المثقفين والشخصيات الوطنية يُجرون اتصالات مكثفة بجهات عليا قصد الظفر بمنصب المركز الثقافي الجزائريبالقاهرة، يأتي هذا بعد تسريب معلومات مفادها عزم السلطات الجزائرية على إعادة فتح المركز الثقافي الجزائريبالقاهرة. بعد غلقه لسنوات طويلة ولأسباب مجهولة، أشارت المصادر إلى عزم السلطات الجزائرية على إعادة بعث الروح في المركز الثقافي الجزائري في القاهرة، من أجل استغلاله في التعريف بالثقافة الجزائرية، وفتح فضاءات جديدة أمامها، ليس في القاهرة فقط بل في الشرق الأوسط. وذكرت المصادر بأن هذا القرار يأتي في سياق إعادة تنشيط المواقع الثقافية الجزائرية في الخارج، والتي هي في الأصل بمثابة مؤسسات داعمة للعمل الدبلوماسي، ومساحة للتعريف بالثقافة الجزائرية، والتكفل بتلبية الحاجات الثقافية للجالية الجزائرية في الخارج، وقد شرعت الجزائر في ذلك بإعادة الحياة للمركز الثقافي الجزائري بباريس وتعيين ياسمينة خضرا في نوفمبر الماضي. من جهة ثانية، أكدت المصادر أن قرار إعادة بعث المركز الثقافي الجزائري في القاهرة يهدف إلى استغلال نتائج وثمرات عاصمة الثقافة العربية، التي كشفت عن غياب كبير للثقافة الجزائرية في العالم العربي، وكان مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام قد كشف ل "الشروق" بأنه اندهش أمام الجهل شبه التام للوفود العربية بالجزائر وثقافتها، وذلك خلال الأسابيع الثقافية العربية إلى أقيمت السنة الماضية. من جهة ثانية، فإن الهدف من القرار هو كسر هذا الطوق والعزلة التي فرضت سنوات الإرهاب على الجزائر، وحرمتها من مواقع ثقافية مهمة، خاصة وأن الكثير من الفرص والإنجازات الثقافية لم يتم الاستفادة منها، مثل حصول الأديب الطاهر وطار على جائزة خدمة الثقافة العربية، وظفر الأديب وسيني الأعرج على جائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول رواية باب الحديد عن الأمير عبد القادر. وحول الشخصية المتوقع أن تتولى إدارة المركز الثقافي بالقاهرة، فإن المصادر أكدت أن الكشف عنها سيتم في القريب بعد أن يقع الاختيار على أحد المرشحين للمنصب، وأضافت المصادر أن القائمة طويلة وتعرف الكثير من المنافسة، إلا أن المعايير المطلوبة تبقي المكانة والسمعة في الأوساط الثقافية العربية، وكذا الاطلاع الجيد على المشهد الثقافي العربي، والقدرة على تسويق صورة جيدة عن الثقافة الجزائرية ليس في مصر بل في الشرق الأوسط، على اعتبار مكانة المركز والسفارة الجزائرية في القاهرة التي تعتبر من المحطات الكبرى والهامة في تاريخ الجزائر الحديث، وذلك منذ احتضانها للحكومة الجزائرية المؤقتة أيام الثورة التحريرية، إضافة إلى أهمية هذا المركز الثقافي والذي لا يوازيه في الأهمية سوى المركز الثقافي الجزائري في باريس. هذا وكان العديد من المثقفين الجزائريين المقيمين في مصر قد عبّروا عن رغبتهم في استجابة السلطات الجزائرية لطلبهم وإعادة بعث المركز الثقافي في القاهرة، من اجل منحهم فضاء للحوار والالتقاء والسعي للتعريف بالثقافة الجزائرية في العالم العربي، زيادة على احتضان الجالية الجزائرية الكبيرة في مصر. على صعيد آخر، لمحت المصادر إلى اللجوء إلى تعيين شخصية من الوجوه الجديدة في الأوساط الثقافية، تماشيا مع تعيين ياسمينة خضرا، الذي ينتمي إلى الجيل الجديد، إلا أن نفس المصادر لم تخفِ مسارعة عدد كبير من الوجوه القديم ة الى إجراء اتصالات مكثفة بجهات نافذة للحصول على المنصب، إلا ان النظرة الجديدة قد تتجه نحو التعويل وسيكون على الديناميكية المتوقعة من المركز، وذلك بإعادة بعث الثقافة الجزائرية في الفضاءات العربية، والبحث عن فرص جديدة لها، زيادة على استيعاب المبدعين والمثقفين الجزائريين المقيمين بالخارج، والعمل على خلق قنوات لتواصلهم مع المثقفين في الداخل. حسام.م