أرادت مجلة العربي إصدار العدد الجديد من كتاب العربي ''وجع الذاكرة'' عن وزارة الإعلام الكويتية في حلة مغايرة تماشيا مع احتفالات تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية ,2010 من إعداد سعدية مفرح والفنان محمد حجي. تضمن العدد خمسة عشر شاعرا من فلسطين، وقالت سعدية مفرح في افتتاحية العدد ''هذه قصائدهم ... وهذا يكفي '' إن هذا العدد لا يعكس بالضرورة مشهد الشعر الفلسطيني الذي يعد أكبر اتساعا وأكبر من أن يختصر في هذا الرقم المتواضع انطلاقا، حسبها، من حلم الفرد الفلسطيني الكبير الذي استوطن ذاته ونقش في ذاكرة التاريخ اسم فلسطين الجريحة، حلم متجدد ومستمر عبر الزمن ويبقى محروسا بأمل أصحاب القصيد الفلسطيني المسلحين بالقدرة والموهبة التي مكنتهم من انتاج أعمال شعرية تروي معاناة الإنسان على الأرض المحتلة. شعراء نظموا قصائد تروي ما يجري اليوم على أرض فلسطين، فغدت أعمالهم عين على المستقبل، والشعر الفلسطيني كما جاء في الكتاب يتفرد بخصوصيته المستمدة من خصوصية فلسطين، شعراؤها رعاة للأمل الوطني وحراس لوجع الذاكرة. فجل الشعراء الذين ترجمت سيرهم الذاتية في هذا الكتاب كلهم من مواليد النصف الأول من القرن العشرين الذين ألقووا بظلالهم من خلال قصائد عن فلسطين، فخلقوا بذلك هوية فلسطين الشعرية على اختلاف مدارسهم الشعرية ومناهجهم ومدارسهم الإبداعية ومناهجهم الفكرية وكذا انتمائاتهم السياسية. ومن جملة الشعراء الذين أدرجوا في هذا الإطار إبراهيم طوقان الذي ولد قبل سبع سنوات من قيام الكيان الصهيوني سنة ,1940 إلا أن قصائده التي كتبها آنذاك تبدو لمن يطالعها وكأنها كتبت على هامش ما يحدث في فلسطين في وقتنا الراهن، إلى جانب الشاعر أبوسلمى الذي قال بشأنه يوما شاعر القضية الفلسطينة محمود درويش ''انت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا'' نظرا للأثر الكبير الذي تركه الشاعر العظيم أبي سلمى في مخيلة الفرد العربي والفلسطيني، بالإضافة إلى شعراء آخرين الذين حملوا القضية حتى النخاع.