أصيبت حركة النقل الجوي في أغلب أنحاء أجزاء أوروبا بالشلل لليوم الرابع بسبب سحابة ضخمة من الرماد البركاني، لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا وألمانيا دون أن تحدث خسائر ظاهرة تتيح أملا فيما يبدو. الكثير من الدول أغلقت مجالاتها الجوية حتى وقت متأخر من الأحد أو الإثنين، مما جعل عشرات الآلاف من الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم وقال خبراء في الأرصاد الجوية إن الحالة الحالية للرياح تعني أن من غير المرجح أن تنتقل السحابة لمكان أبعد حتى وقت لاحق من الأسبوع، وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من ايسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا في يومي الثلاثاء والأربعاء مما يمثل خطرا أكبر ويهدد بتفاقم خسائر شركات الطيران التي تصل إلى أكثر من 200 مليون دولار يوميا، وفرض حظر الطيران لأن غبار الصخور المتفتتة والحبيبات الزجاجية يمكن أن يسبب توقفا تاما لمحركات الطائرات ويحدث أضرارا بجسم الطائرة لكن الرحلات التجريبية السبت أدت إلى اتاحة قدر من التفاؤل من مسؤولي الطيران، وأعلنت هولندا أنها ستقوم بالمزيد من الرحلات الجوية التجريبية الاحد لتقييم ما إذا كانت هناك أي مخاطر في مجالها الجوي من جراء الرماد البركاني، وقالت الخطوط الجوية الهولندية ''كيه، ال، ام'' إنها قامت برحلة جوية تجريبية السبت دون حدوث أي خسائر ظاهرة، كما قامت شركة لوفتهانزا الألمانية بتسيير عشر طائرات في تجارب منفصلة، وقالت وزارة النقل الهولندية في بيان ''الرحلات التجريبية لكيه، ال، ام في هولندا - التي تمت في ظل ظروف تم التحكم فيها - آمنة، في الخارج كانت عدة رحلات تجريبية آمنة أيضا''، وأضاف البيان ''الهدف من تلك الرحلات التجريبية هو إجراء قياسات في المجال الجوي الهولندي على العواقب المحتملة للرماد على مكونات الطائرات''. وهذه هي أسوأ اضطرابات يشهدها النقل الجوي منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 عندما أغلق المجال الجوي الأمريكي لمدة ثلاثة أيام واضطرت شركات الطيران الأوروبية لوقف كل الخدمات إلى الولاياتالمتحدة. وتسببت هذه السحابة في جعل عدد من زعماء العالم يعدلون خططهم في السفر، فقد ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وآخرون الرحلات إلى بولندا لحضور جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الاحد والذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا قبل أسبوع، وقالت هيئة أكيو ويذر للأرصاد الجوية ومقرها الولاياتالمتحدة إن الرماد موجود في منطقة تتسم بضعف تدفق الرياح ومن غير المرجح أن ينتقل لمكان أبعد غدا. ولا يعتقد خبراء الاقتصاد أن هذه السحابة ستبطيء من التعافي المتقلب من الركود في أوروبا أو تؤثر على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني ما لم تتسبب السحابة في اضطراب الرحلات الجوية لأسابيع بشكل يهدد حركة الإمدادات للمصانع، وقال الاقتصادي البريطاني هاوارد ارشر رئيس ''آي، اتش، اس جلوبال اينسايت'' ''سيكون الأثر العام محدودا للغاية حتى إذا استمرت المشكلة ليوم أو أكثر''، ويمكن أن تتكبد شركات الطيران خسائر مالية جمة، وقد ألغت الخطوط الجوية البريطانية - التي واجهت إضرابات في الشهر الماضي كلفتها خسائر بلغت نحو 70 مليون دولار - كل الرحلات الاحد، كما ألغت شركة ''ريان اير'' الأيرلندية أكبر شركة طيران في أوروبا منخفضة التكاليف كل رحلاتها من دول شمال أوروبا.