كشفت مصادر فلسطينية ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي شكلت وحدات خاصة باسم ''نخشون'' و ''ميتسادا'' لقمع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وكسر إراداتهم . وهما الوحدتان اللتان استخدمتهما في اقتحام بعض أقسام سجن ''عوفر'' كجزء من سلسلة انتهاكات طويلة لحقوق الأسرى التي تصنف وفقاً للقانون الدولي على أنها جرائم حرب. ونقلت وكالة '' وفا'' الفلسطينية عن تقرير للباحث المختص بشئون الأسرى عبدالناصر فروانة :'' إن للاحتلال الاسرائيلي تاريخًا أسود حافلا بالجرائم والاعتداءات التي لا تعد ولا تحصى بحق الشعب الفلسطيني حيث لا يمر يوم إلا و تتكشف جرائم جديدة ترتكب بحق الفلسطينيين وأسراهمس. وأضاف'' أن وحدتي ''نخشون'' و ''ميتسادا'' تقومان باقتحام زنازين سجون وخيام المعتقلات ليلا و نهارا بحجة التفتيش المفاجئ أو كعقاب لأبسط الأسباب'' ، مشيرا إلى أنه في حال حدوث أي احتجاج من قبل الأسرى العزل تقوم تلك الوحدات باقتحام المكان معززة بأحدث الأسلحة وتعتدي بالضرب المبرح على الأسرى.وكشف فروانة أن تلك الوحدات مزودة بأسلحة متنوعة ومختلفة كالسلاح الأبيض والهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وأجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم وأسلحة تطلق رصاصا حارقا ورصاص ''الدمدم'' المحرم دوليا ورصاصا غريبا يحدث آلاما شديدة اضافة إلى الكلاب المتوحشة لترويع الأسرى. وأشار فروانة إلى أن وحدات ميتسادا استخدمت اسلحة محرمة دوليا في قمع المعتقلين الفلسطينيين في معتقل النقب عام 2007 ما أدى إلى استشهاد الأسير محمد الأشقر وإصابة أكثر من 250 اسيرا فلسطينيا بجروح واصابات مختلفة كان من بينهم بعض الحالات الخطيرة ، مؤكدا أن تلك الوحدات القمعية مزودة برصاص حي تستخدمه في قمع الأسرى حيث اكدت إصابة الأسير الشهيد محمد الأشقر بعيار ناري قاتل في الرأس. وأشار إلى أن وحدة ''نخشون'' تعتبر من أقوى وأكبر الوحدات العسكرية الإسرائيلية وترتدي زياً مميزاً كتب عليه أمن السجون، لافتاً إلى أنها تضم عسكريين ذوي أجسام قوية وخبرات وكفاءات عالية جداً، سبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويمتلك أعضاؤها مهارات قتالية تقنية من بينها استخدام الأسلحة والمعدات المختلفة إلى جانب القدرات القتالية البدنية اللازمة للمواجهة والاصطدام المباشر. ولفت إلى أن اكثر من 7 أسرى استشهدوا في السجون الإسرائيلية منذ العام 1988 نتيجة إصابتهم بأعيرة نارية من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح ومنهم الأسيران أسعد الشوا و بسام السمودي اللذان استشهدا في معتقل النقب عام 1988 برصاص جنود الاحتلال فيما أصيب المئات من الأسرى بجروح مختلفة. وأوضح إن جنود الاحتلال يستخدمون أجساد الأسرى وحياتهم كحقل لتجربة أسلحتهم حيث بدأت تلك الوحدات باستخدام نوع جديد من السلاح المطاطي يطلق عيارات مطاطية تحدث دائرة بقطر 5 سم في جسد الأسير الذي يصاب بها وتدخل بعمق 2 مم مفرزة مادة برتقالية تحدث حروقا في الجسم إستخدمت مرارا ضد الأسرى. وبين فروانة أن جرائم وحدات نخشون لم تقتصر على القمع والضرب والإيذاء المعنوي والجسدي بالأسرى بل امتدت في كثير من الأحيان للمساس بمشاعرهم ومقدساتهم الدينية متمثلة بقذف المصاحف الشريفة على الأرض والدوس عليها وتدنيسها ورميها في دورات المياه وتمزيقها كما حصل في معتقلي مجدو و نفحة.ودعا فروانة المؤسسات الحقوقية والدولية للضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي لاطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومحاسبة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية في المحاكم الدولية ، مؤكدا ان سجل وحدات نخشون و ميتسادا حافل بعشرات الجرائم التي تصنف في القانون الدولي كجرائم حرب ما يستوجب توثيقها وملاحقة مرتكبيها قضائيا ضمن المحاكم الدولية ومحاسبتهم على المستوى الدولي.