لا يزال مشكل النقل يؤرق العاصميين، خاصة أمام تقاعس أصحاب الحافلات الذين يقضون فترة زمنية طويلة تفوق ال15 دقيقة للانطلاق من المحطات التي يتوقفون فيها دون وجود مانع يردعهم عن مثل تلك التصرفات، التي تعود على المواطنين سلبا كونها تؤخرهم عن مواعيد عملهم، ناهيك عن قلة الاحترام الصادرة من طرف السائقين وقابضي التذاكر دون اكتراث لاختلاط النساء والرجال أو الكبار والصغار. رغم قرب المسافة بين باش جراح وساحة الشهداء اكتظاظ الحافلات يحرم المسافرين الراحة ومن بين أهم الخطوط التي تعرف مثل هذا المشكل الخطوط الرابطة بين بلدية ''حمادي'' ومحطة ''أول ماي'' وبين بلدية ''باش جراح'' و''ساحة الشهداء''، حيث لا يهتم صاحب الحافلة للوقت الذي يضيع بين كل محطة وأخرى. وما زاد من استياء المواطنين القاطنين على مستوى بلدية ''باش جراح'' هو قرب المسافة التي تربط المنطقتين، إلا أنهم يتأخرون عن مواعيدهم بفعل قلة الحافلات، إضافة إلى المشاكل التي تثار بين المسافرين والناقلين الذين لا يقلعون من المحطة إلا بعد انطلاق المسافرين في الصراخ ومطالبتهم بالخروج من المحطة، ناهيك عن الوقت الضائع الذي يقضونه داخل محطة ''أول ماي'' التي تعد موقفا يمر منه الناقلون بفعل استئناف الأشغال فيها من جديد، الأمر الذي يجبر أصحاب الحافلات على الخروج من الطريق الذي يدخلون منه، الأمر الذي يزيد من ضياع الوقت من جهة وتقاعس أصحاب الحافلات والقابضين من جهة أخرى. مسافرو ''الزغارة'' يطالبون بمضاعفة وسائل النقل من جهتهم أكد مختلف المواطنين في لقاء لهم ب''الحوار'' أن مشكل النقل لا يتوقف عند حافلات الخواص فحسب، بل يتعداه إلى النقل المدرسي حسب ما أكده سكان بلدية ''الزغارة''، الذين باتوا يشتكون غياب وسائل النقل، معبرين عن استيائهم وسخطهم الشديد من النقائص التي يزاول تلامذتهم في خضمها دراستهم، ويحتل مشكل النقل المرتبة الأولى في قائمة النقائص التي يشتكون منها، حيث يتعذر على التلاميذ الصغار التنقل من أحيائهم السكنية إلى غاية المدارس، خاصة منهم الدارسين بالمستوى المتوسط على غرار تلاميذ إكماليتي ''لالا خديجة'' و''ابن خلدون''، مما يدفعهم إلى قطع حوالي 2 كلم سيرا على الأقدام بشكل يومي لبلوغ مدارسه، حسب ما أكده لنا بعض المواطنين. وأمام النقص الفادح الذي يعرفه النقل على مستوى بلدية ''الزغارة''، فقد دعا المواطنون السلطة الوصية إلى ضرورة توفير عدد لا بأس به من حافلات النقل المدرسي من أجل إراحة أبنائهم من العناء اليومي، لأن التعب الكبير والمشقة التي يتحملها تلاميذ الحي تقف حائلا بينهم وبين ودروسهم التي تهمل بسبب التعب الكبير الذي يتمكن منهم، وما زاد من سخط مواطني بلدية ''الزغارة '' هو عدم برمجة السلطات المعنية لمشروع إنجاز إكمالية قريبة من مقر سكناهم، خاصة وأن المنطقة تضم كثافة سكانية معتبرة. كما تأسف السكان لعدم وجود ثانويات، في حين غياب متوسطة ولو واحدة على مستوى الحي صار يؤرقهم، وهو المشروع الذي بإمكانه توفير العناء ولو على نسبة قليلة من التلاميذ، خاصة وأن الجميع ينتظرون بفارغ الصبر إنجاز متوسطة ب''جنان بول''، المشروع الذي لم ير النور إلى يومنا هذا، وفي الوقت ذاته عبر البعض الآخر عن خوفهم من أن يتم إلغاؤه بصفة نهائية. وقلة خطوط النقل ب''خرايسية'' تسبب المشاكل طالب القاطنون على مستوى إقليم بلدية ''خرايسية'' مديرية النقل بالعاصمة بأن تعمل جاهدة من أجل توفير خط نقل يربطهم ببلدية ''الدرارية'' التي باتوا لا يصلون إليها إلا بشق الأنفس، مع إنجاز محطة نقل من شأنها فك العزلة عن بقية الأماكن المجاورة لهم، إلى جانب تهيئة كلية للمواقف التي تشهد حالة كارثية. كما أعرب العديد من سكان بلدية ''خرايسية'' بالعاصمة عن استيائهم الشديد كونهم بالرغم من حاجتهم الماسة للتنقل الدائم لبلدية ''درارية'' لعدة اعتبارات من بينها الدراسة والعمل واستخراج بعض الوثائق الإدارية من مقاطعة ''درارية'' التي ينتمون لها إداريا إلا أن بلدية ''الخرايسية'' لا تتوفر على أي خط يضمن الرحلة بين البلديتين. .. ومطالب باستحداث خط رابط بين البلدية وبلدية درارية وفي السياق ذاته أكد بعض قاطني الخرايسية ليومية ''الحوار'' أن هذه الأخيرة لا تتوفر حتى على محطة لنقل المسافرين، وكل ما تحتوي عليه هو مجرد مواقف للحافلات زادت هي الأخرى من معاناة السكان بالعديد من الأحياء، وذلك بالنظر إلى وضعيتها الكارثية بسبب الأوحال التي تغرق فيها المواقف، لاسيما تلك الواقعة بين كل من ''سيدي سليمان'' و''بن شعاوة''. ومن جهتهم أوضح أصحاب الحافلات معاناتهم اليومية التي يلقونها عبر هاته المواقف غير المهيأة، لاسيما خلال موسم الشتاء حيث تتحول الطرقات برمتها إلى ركن متعفن، كما أكد محدثونا أنه على الرغم من أن البلدية عرفت خلال السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا هائلا، إلا أن الوضع بقي على حاله ولم يتغير في حالهم شيء لحد الساعة. ومن هذا المنطلق يناشد سكان ''الخرايسية'' دون استثناء مسؤولي البلدية ضرورة العمل بالتنسيق مع مديرية النقل بالعاصمة قصد فتح خطوط نقل نحو بلدية ''الدرارية''، وكذا ضرورة الإسراع في اتخاذ قرار جدي بهدف إنجاز محطة نقل للمسافرين ترقى إلى تطلعات السكان، على غرار ما تعرفه البلديات المجاورة.