أعرب الإعلامي والسياسي الفرنسي الشهير كلود ازيتي المقرب من قيادة الحزب الاشتراكي الفرنسي، عن أمله في أن الجزائروفرنسا بوسعهما تجاوز كل العقبات من أجل فتح صفحة جديدة من التعاون في كل المجالات، مستندا في ذلك إلى أن ما يجمع الجزائر مع فرنسا أكثر مما يفرقهما، ودعا السيناتور السابق والمقرب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسو ميتران إلى عدم التأثر بتصريحات بعض الأصوات التي لا تمثل أبدا توجهات المجتمع الفرنسي الحقيقي في إشارة إلى تصريحات زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية جون ماري لوبان. وجاءت تصريحات كلود ازيتي مساء أمس الأول الإثنين في إجابة عن أسئلة الصحفيين ونخبة من المثقفين ورجال السياسة الذين حضروا المحاضرة المعنونة ب ''الصحافة الفرنسية ومعالجتها لحرب الجزائر'' التي ألقاها أبرز الشخصيات الإعلامية الفرنسية وأحد وجوه الحزب الاشتراكي الفرنسي في المحاضرة التي احتضنها أمس المركز الثقافي الفرنسي والتي حضرتها ''الحوار''، حيث غصت القاعة أمس بوجوه دبلوماسية يتقدمها السفير الفرنسي لدى الجزائر كسافيي دريانكور، بالإضافة إلى رئيس الحكومة السابق مولود حمروش ووجوه أفلانية أخرى كالوزير السابق عبد الرحمن بلعياط ونائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة وعبد الحميد سي عفيف ووجوه أخرى. وقال العضو البارز في الحزب الاشتراكي الفرنسي، ''إنه متفائل بطبعه، ولذلك فانه يرى بأن العلاقات الجزائرية-الفرنسية ستعرف تطورا في المستقبل بعد نزع كل ما يعترضها وما يعيق تطويرها، لاسيما في ظل وجود مصالح مشتركة هنا وهناك ينبغي على الأطراف اغتنامها لفائدة الشعبين والبلدين''. وأضاف المتحدث ''إنه كان في كل مرة يحث على ضرورة إقامة مصالحة تاريخية بين البلدين من أجل طي الصفحة والنظر للأفق والمستقبل''، داعيا إلى ضرورة إيجاد إرادة سياسية حقيقية بين الطرفين وهو الأمر الذي يجب أن يساعد فيه الجميع بعيدا عن التأثر بالتصريحات الاستفزازية التي لن تزيد الأمور إلا تعقيدا. وفي هذا الصدد، شدد المتحدث قائلا: ''إننا لطالما ما يطل علينا هذا أو ذاك بتصريحات لا تمثل حقيقة السياسة الخارجية الفرنسية ولا طموح الشعب الفرنسي ولا مصالحنا التي نريد أن ندافع عنها وفق التقيد بالاحترام المتبادل''، مشيرا إلى أنه مداوم على زيارة الجزائر التي عرفها منذ أربعينات القرن الماضي والتي خصص لها حيزا كبيرا من تغطيته الإعلامية إلى أحداث حرب الجزائر الأليمة، ومن بينها تغطيته لأحداث مجازر 8 ماي ,1945 والتي أكد من ورائها أن الشعب الفرنسي لم يكن على علم بما حدث نتيجة اهتمامه بالاحتفال بالانتصار على النازية الألمانية. وفي هذا الإطار روى المتحدث كيف نقل عبر تحقيقات ميدانية التقى من خلالها مع بعض قادة الحراك في الجزائر في تلك الفترة ومن بينهم علي بومنجل، وكيف استطاع كلود ازيتي خلق صدى إعلامي كبير فضح به ممارسات المستعمر آنذاك وهو ما كلفه فقدان اعتماده كصحفي في قصر الاليزيه والجزائر التي كانت تحت السيطرة الاستعمارية. وعلق المتحدث أنه لم يكن الصحافي الوحيد في فرنسا الذي كتب من أجل تقرير الجزائريين مصير أنفسهم بأنفسهم، لكنه استشهد بالكثير من الأسماء الذين دعموا المفاوضات بين جبهة التحرير وفرنسا آنذاك، وفي هذا الإطار ذكر ازيتي بالصداقة التي تجمعه اليوم بالكثير من الوجوه السياسية والإعلامية والتي تصنع الحياة في الجزائر، ذاكرا من بينهم السيدة زهرة ظريف بيطاط. إلى ذلك، ندد الرجل البالغ من العمر 86 سنة بالأصوات الرافضة لعرض الأفلام الخاصة بالذاكرة الوطنية، في رد على سؤال حول ما يتعرض له فيلم المخرج رشيد بوشارب ''الخارجون عن القانون'' والذي نادت بعض الأصوات بعدم السماح بعرضه في المهرجانات الفرنسية ومن بينها مهرجان كان السينمائي، معتبرا أن تلك الأصوات ''لا تمثلنا كفرنسيين'' حسبه.