قررت إدارة مهرجان كان الدولي، وبعد الجدل السياسي الذي أثاره قرار اختيارها لفيلم ''الخارجون عن القانون'' للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، تنظيم مراسم تكريمية تحت شعار ''في ذاكرة أبرياء الثورة الجزائرية'' لفتة موجهة لأرواح شهداء 8 ماي 1945 واختارت إدارة المهرجان أن يتزامن التكريم مع يوم عرض فيلم ''الخارجون عن القانون''. يأتي قرار جيل جاكوب، رئيس المهرجان، تحديا كبيرا للازمة السياسية والإعلامية التي خلفها قرار اختيار فيلم ''الخارجون عن القانون'' لمخرجه الجزائري ''رشيد بوشارب'' ضمن قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة ''السعفة الذهبية'' في فرنسا. حيث أثار القرار احتجاج نائب حزب اليمين الفرنسي يونيل لوكا الذي شكك في النظرة الإخراجية التاريخية للمخرج رشيد بوشوارب ضمن فيلم ''الخارجون عن القانون'' والذي ينقل من خلاله المخرج صورة فاضحة لمجازر 8 ماي 1945 على اعتبار ان الفيلم فيه مساس بتاريخ فرنسا وتحريف في حقائق تاريخية تخص سياسة فرنسا ومستعمراتها في الجزائر. وقد كان اليميني ليونيل لوكا، الذي لم يشاهد الفيلم، قد قام باتصال بسكرتيرية الدولة المكلفة بشؤون الدفاع وقدامى المحاربين للاطلاع على سيناريو الفيلم، مما دفع الأخيرة إلى طلب استشارة من مصلحة التاريخ التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية لإبداء رأيها بخصوص السيناريو من الناحية التاريخية. وقد صب رأي الجنرال جيل روبير، رئيس مصلحة التاريخ، في اتجاه تصريحات ليونيل لوكا إذ أشار في تقريره إلى وجود أخطاء ومفارقات مزعومة ضمن سيناريو الخارجون عن القانون. فيما اعتبر رئيس المهرجان جيل جاكوب المصر على موقفه بان اختيار فيلم ''الخارجون عن القانون'' إنما يصب في اتجاه تجديد أبعاد المهرجان ورفع رهانات سينمائية فنية بحتة بعيدا عن أي لغط سياسي، موضحا بان بوشارب أراد فقط نقل صورة المسلمين الذين تعرضوا للقتل والتنكيل على أيدي الأوروبيين .