ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الأربعاء أن رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب على غزة القاضي ريتشارد غولدستون أصدر أحكاما بالإعدام على سود عندما كان قاضيا في محكمة الاستئناف في جنوب أفريقيا لكن غولدستون أكد أنه كان يعارض أحكام الإعدام إلا أنه تعين عليه الالتزام بقوانين الدولة. ويأتي تقرير الصحيفة في سياق الهجمة الإسرائيلية على غولدستون في أعقاب تقريره حول الحرب على غزة واتهامه إسرائيل بانتهاك قوانين الحرب والقوانين الدولية وارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وكتبت الصحيفة أنه كان ينبغي على غولدستون ''النظر جيدا في المرآة وإجراء حساب للذات قبل أن يسارع إلى انتقاد الآخرين'' في إشارة إلى اتهاماته ضد إسرائيل، وأضافت أن تحقيقا أجرته حول ماضي غولدستون أظهر أنه ثبّت أحكاما بإعدام 28 مواطنا أسود وجلد أربعة آخرين بصفته قاضيا في محكمة الاستئناف الجنوب افريقية في سنوات الثمانين وحتى منتصف سنوات التسعين من القرن الماضي، وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الذين ثبّت غولدستون أحكام الإعدام بحقهم أدينوا بارتكاب جرائم قتل وحكمت عليهم محاكم جنوب أفريقية بالإعدام، وأضافت أن غولدستون كتب في أحد هذه القرارات أن ''عقوبة الإعدام يجب أن تعكس مطالب المجتمع بفرض عقوبات على جرائم يراها الجمهور وبحق على أنها مفزعة''، وعقب غولدستون على تقرير يديعوت أحرونوت بالقول ''عارضت دائما عقوبة الإعدام لكني كنت جزءا من الجهاز الذي كانت عقوبة الإعدام قائمة فيه'' وأنه كان عليه الالتزام بقوانين جنوب إفريقيا في فترة نظام الأبرتهايد وأنه لم تتوفر أدلة كافية في القضايا التي ثبّت فيها أحكام إعدام من أجل إنقاذ مدانين من عقوبة الإعدام، وأضاف إنه لم يميز ضد السود أبدا رغم أنه اضطر أحيانا إلى تطبيق قوانين عارضها من الناحية الأخلاقية، وقال ''التزمت دائما بالحفاظ على المساواة وعدم التمييز إلى جانب تطبيق القانون لكن هذه المبادئ كانت تتصادم أحيانا''، الجدير بالذكر أن نظام التفرقة العنصرية بقيادة البيض في جنوب أفريقيا كان الحليف الأكبر لإسرائيل وشريكها الوحيد في سر بناء برنامجها النووي وإجراء تجارب عليه في جنوب أفريقيا، إضافة إلى ذلك فإن إسرائيل كانت قبل الحرب على غزة تتباهى بأن غولدستون يعرف نفسه كصهيوني وأنه رئيس لجنة أصدقاء الجامعة العبرية في القدس التي تعتبر أهم الجامعات الإسرائيلية.