احدث غوردون براون مفاجأة عندما اعلن استعداده التضحية من اجل تعزيز فرص تشكيل ائتلاف حكومي بين العمال والديموقراطيين الاحرار ومنع المحافظ ديفيد كاميرون الفائز في الانتخابات التشريعية الاخيرة لكنه من دون غالبية من الوصول الى الحكم. وبلغت البلبلة في المؤسسات ذروتها في لندن عندما دخل المحافظون والعماليون في مزايدة لا سابق لها على امل تشكيل حكومة مع الديموقراطيين الاحرار.وكادت المفاوضات الماراتونية ان تفضي الى نتيجة عندما عرض رئيس الوزراء العمالي بروان ان يستقبل من حزب العمال من اجل الحصول على تحالف بين العمال والديموقراطيين الاحرار.وقال براون في تصريح امام مقر رئاسة الوزراء البريطانية ''بصفتي رئيسا لحزب، علي القبول بان تتم محاسبتي، وانوي تاليا الطلب من حزب العمال تطبيق الاليات الضرورية'' لانتخاب رئيس جديد له.وبعد ذلك باقل من ساعتين قدم وليام هيغ الذي يتولى المفاوضات بالنيابة عن المحافظين ''تنازلا اخيرا'' هو التعهد باجراء استفتاء حول تعديل قانون الانتخابات وهو اصلاح اصر عليه نك كليغ زعيم الديموقراطيين الاحرار.وتعهد براون من جهته بتعديل القانون الانتخابي في مجلس العموم لادخال النسبية بدلا من الغالبية المطلقة التي حالت حتى الان دون حصول احزاب صغيرة مثل الديموقراطيين الاحرار الى تمثيل عادل في مجلس العموم.ولا يزال الغموض بعد اربعة ايام على الانتخابات التشريعية التي اجريت في 6 ماي وفاز فيها المحافظون لكن من دون الغالبية المطلقة التي كانت ستتيح لهم تشكيل حكومة منفردين.وبات بالتالي حزب الديموقراطيين الاحرار برئاسة نك كليغ بمثابة مالك الخيار من حيث تشكيل الحكومة.فالتحالف مع حزب العمال برئاسة براون سيجيز لهؤلاء الحصول على ولاية رابعة تاريخية. اما التحالف مع المحافظين فسيوصل ديفيد كاميرون الى الحكم، وهو اصغر رئيس وزراء في تاريخ المنصب في بريطانيا، سيشكل عودة للمحافظين الى الحكم بعد 13 عاما.