أجمع المشاركون في الملتقى الثاني للكتابة النسوية وقضايا المرأة، في ختام أشغالهم بالجزائر العاصمة، على ضرورة إعادة قراءة التراث الشعبي بطريقة موضوعية و''غربلته من كل الشوائب'' التي قد تعيق ترقية المرأة في المجتمع. وأشار المشاركون في هذا الإطار إلى أن ''غربلة التراث'' تستدعي فهم التركيبة الثقافية والحضارية والتاريخية للمجتمع ودراسة النصوص الشعبية التراثية بموضوعية و''معرفة الخلفية التي بنيت عليها الأسطورة الشعبية لاسيما فيما يتعلق بعلاقة المرأة مع جسدها وتعاملها مع الآخر''. أكدت الأستاذة بجامعة الجزائر بشي يمينه في مداخلتها ''صورة الجسد الأنثوي في الشعر العربي القديم نزار القباني أنموذجا''، أن المرأة تعتبر محور اهتمام الشعراء منذ الجاهلية وصولا إلى نزار القباني الذي كان يرى أن المرأة هي القصيدة في حد ذاتها، وهي حقيقة تتجلى في كون الحصة التي يحتلها الجسد الأنثوي أكبر بكثير من الحصة التي يحتلها الجسد الذكوري في الشعر العربي. وقالت المحاضرة إن الشعر العربي بشكل عام قد أغدق في وصف جسد المرأة وتفاصيله بشكل يثير المرأة بالاهتمام بجسدها وزينتها أكثر من الاهتمام بأخلاقها وعواطفها، مبرزة أن صورة المرأة في الشعر العربي هي صورة الجسد. وجاءت مداخلة الاستاذ سعيد جاب الله الباحث والكاتب الصحفي بعنوان ''تمثلات الجسد في النص الصوفي الجزائري''، في نفس الاتجاه، حيث اوضح أن الموضوع يشتبك مع الحالة الدينية، حيث تناول الموضوع من باب الدين والعلاقة التي نشأت بين الصوفي والفقيه منذ سنة 40 للهجرة أي منذ انطلاق الخلافة الأموية، مبرزا الخطين الإسلاميين وهما الخط الفقهي السلطوي إسلام السلطة والخط الصوفي الشعبي وهو إسلام معارض للسلطة او كما يعرف بإسلام الشعب. وقال جاب الخير ان المستشرقون يذهبون في نفس اتجاه لوتوغنو وغيب القائل بان نمط الإسلام هو نمط رسمي إسلام فقه وهناك إسلام شعب ''إسلام نية'' وهو نمط تدين سائد في الطبقات الشعبية البسيطة. أما بخصوص الجزائر، يقول جاب الخير، فتبنت إسلام المرابطين اي اسلام الزواية، مضيفا أن الإسلام الرسمي كتب اما اسلام الشعب لم يكتب بقي في طقوس شعبية موجودة إلى اليوم ومحكوم عليها بالرفض والتهميش، ومن نماذجه الشاعر محمد بن مسايب الذي يوصف جسد الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك كذلك للالة خديجة التي كانت تمثل الصوفية.