احتفل عميد مجلس باريس الكبير دليل بوبكر مع رفقائه الفرنسيين بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية ، في حين تجاهل إحياء ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 بسطيف رغم تواجد أكثر من مليوني جزائري بفرنسا يشكلون أغلب رواد المؤسسة التي يشرف عليها، والتي نظمت قبل أول أمس يوما ثقافيا حاولت من خلاله دعوة منظمات يهودية ومسيحية لما ستعرفه تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. وأفاد الموقع الرسمي لمسجد باريس الكبير أن دليل بوبكر قد أحيا بمقر هذا المسجد ذكرى هزيمة ألمانيا النازية على يد الحلفاء بحضور ممثلين عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائه فرانسوا فيون، ووزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير الدولة بشؤون المحاربين القدامى، حيث ركز بوبكر في حديثه على الدور الذي قام به المسلمون لتحرير فرنسا، والذين هم في الأصل شعوب دول الجزائر والمغرب وتونس التي كانت وقتها محتلة من طرف فرنسا التي أوهمتهم بالحصول على استقلال أوطانهم مقابل مساعدتها في التصدي لألمانيا النازية. وتم التأكيد خلال هذه الاحتفالات - حسبما ورد في الموقع ذاته ? على أن المسلمين الذين استشهدوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية قد ماتوا من اجل فرنسا، في حين أن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هؤلاء كانوا طرفين، طرف تم تجنيده بالقوة رغما عنه، وطرف صدق ادعاءات حكومة ديغول وقتها بالحصول على الاستقلال بعد التغلب على هتلر، أي أن الجميع لم يشارك في الحرب من اجل فرنسا، إنما كان مجبرا أو لنيل حريته. وعلى عكس الأهمية التي أعطاها موقع عمادة مسجد باريس الكبير لنهاية الحرب العالمية الثانية ، تجاهل مجازر 8 ماي 1945 بسطيف والتي تزامنت أحداثها مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث لم يشر الموقع ولو بكلمة واحدة لهاته المجازر التي قامت بها فرنسا الاستعمارية في حق شعب طالب بحريته . وما يدعو للاستغراب أن عديد المنظمات القريبة من الجالية الجزائريةبفرنسا وحتى الجمعيات الحقوقية الفرنسية أحيت ذكرى هذه المجازر وطالبت نظام ساركوزي بالاعتذار لضحاياها، إلا أن هيأة دليل بوبكر لم تعط أهمية تذكر لهذه الأحداث، بالرغم من أن أغلب راود مسجد باريس الكبير هم من الجزائريين، إضافة إلى أن هذه الهيأة تلقى دعما من الجزائر لتواصل نشاطها والحصول على انتشار بين الجالية المسلمة هناك . وفي سياق آخر استغل دليل بوبكر تنظيم إحدى المهرجانات الثقافية الجهوية التي نظمتها إدارته حول الترويج لتلمسان عاصمة للثقافة العربية، لدعوة نحو ألف شخص كان ضمنهم ممثلون عن جمعيات تابعة لليهود وأخرى للمسيحيين لتعريفهم بما ستعرفه التظاهرة من أحداث العام المقبل، من خلال إبراز عينات للزى التقليدي التلمساني، وكذا مقطوعات من الموسيقى الأندلسية التي يدعي اليهود أن لهم فضل في المحافظة عليها. وتجدر الإشارة إلى أن دليل بوبكر كان صرح العام الماضي انه معجب بذكاء الشعب الإسرائيلي ،وانه يؤيد الحرب التي خاضها الكيان الصهيوني في غزة ضد حركة حماس .