خلفة: ''على سعدي أن يستحي ويمارس السياسة بعيدا عن التاريخ'' اتهم خلفة مبارك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، زعيم الأرسيدي سعيد سعدي صاحب كتاب ''عميروش.. ميتتان ووصية'' بمحاولة تسييس التاريخ واستغلاله لأغراض'' سياسوية ضيقة''. وقال خلفة ''إذا كان لسعدي الحق في أن يكتب كمثقف وكرئيس حزب فليس له الحق في التجني على الرموز واستغلال التاريخ، وإذا كان هو يطالب بفصل الدين عن الدولة فعليه أيضا أن يفصل بين السياسة والتاريخ وعليه أن يمارسها في إطارها ويترك رواية التاريخ لأهله الذين صنعوه وعايشوه''. أوضح خالفة مبارك في تصريح ل ''الحوار'' على هامش الندوة التي نظمت أمس بفندق السفير حول الحركة الجمعوية، تضمن رأي منظمته في كتاب سعيد سعدي الذي أثار جدلا واسعا، أن هذا الأخير كُتب ''بتوابل سياسية'' واحتوى على اتهامات خطيرة في حق رمزين من رموز الثورة هما العقيد هواري بومدين وعبد الحفيظ بوالصوف وزير التسليح والاتصالات العامة في الحكومة المؤقتة، مؤكدا أنه رغم حق زعيم الأرسيدي في أن يكتب كمثقف وكرئيس حزب سياسي ''إلا أنه ليس له الحق إطلاقا في التجني على التاريخ ومحاولة تسييسه واستغلاله لأغراض ضيقة''. وأضاف خلفة مخاطبا سعدي ''إذا كنت تطالب بفصل الدين عن الدولة، فنحن نطالبك بأن تفصل السياسة عن التاريخ وتمارسها بعيدا عن ذاكرة الأمة التي تبقى مقدسة وفوق كل الاعتبارات''، مضيفا أن زعيم الأرسيدي لم يعايش الثورة ولم يكن طرفا فيها حتى يكتب عنها ويخوض في مسائل جد حساسة، وبالتالي فهو -حسب خلفة- غير مؤهل للكتابة عنها لأنه يجهلها، زيادة على أن جيل المجاهدين لا يزال على قيد الحياة وهم من يشهدون في كل الأحداث التي عرفتها الثورة منذ اندلاعها. ومن دون الخوض في تفاصيل الكتاب تابع المتحدث كلامه معتبرا أن اتهامات سعدي للزعيمين عبد الحفيظ بوالصوف وهواري بومدين لا تنقص من قيمتهما في شيء، فالجميع يشهد لهما بالوطنية وإخلاصهما الشديد للوطن -على حد تعبيره دائما- سواء أثناء الثورة أو بعد الاستقلال. وعن استناد سعيد سعدي في كتابه إلى وثائق قال إنه تم تسريبها من مصالح الأرشيف الفرنسي، قال ذات المتحدث إن الأرشيف هو ملك للشعب كله وحتى ولو حصل سعدي على الوثيقة التي يتحدث عنها فمن يؤكد أنها سليمة وحقيقية فعلا، ثم تابع يقول ''منذ متى كان المستعمر يمد يده إلى عدوه، أظن أنه على سعدي أن يستحي وأن يترك التاريخ لأهله الذي صنعوه وعايشوه وأن يكف عن إيذاء التاريخ باستغلاله بهذه الطريقة''. وبهذا تلتحق المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بفلك الرافضين لمحتوى كتاب سعيد سعدي ''عميروش.. ميتتان ووصية''، الذين يتقدمهم رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا وقائد الولاية الثانية أثناء الثورة علي كاف ودحو ولد قابلية رئيس جمعية قدماء المالغ.