رد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، على الجهات التي اتهمته بالاستثمار في التاريخ والنبش فيه بدون وجه حق، رغبة في استقطاب الأنظار وكسب المزيد من الأنصار بسبب إفلاسه السياسي، بأن الواجب والضرورة والحرية التي "ينعم بها رفقة بني جلدته"، دفعاه للدفاع عن ذكرى استشهاد عميروش وجميع الشهداء الذين يستحقون نفس التقدير. وجدد سعيد سعدي، حسب نص البيان الصادر عن الحزب أمس، دعوته للتأكيد أن الجالية بالمهجر قد سجلت مساهماتها خلال عدة مراحل، بداية من ثورة التحرير ووصولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، وقال إنها شاركت في بناء الفكر الديمقراطي، والدفاع عن الحقوق والحريات، مشيرا إلى أهمية فتح المجال للحديث عن الملفات التاريخية وتلك التي تهم مصير وتاريخ الأمة. من جهة أخرى، وخلال الندوة الصحفية التي نظمها، سعيد سعدي، بفرنسا للحديث عن كتابه "عميروش.. حياة واحدة، ميتتان ووصية"، أقر جندي فرنسي كان ضمن الفريق الذي فرض حصارا على الشهيدين عميروش وسي الحواس بمنطقة بوسعادة، وهما في طريقهما نحو تونس، أن الشهيد عميروش يتمتع بقدرات ميدانية لا يمكن لأحد نكرانها، وهو ضمن الأبطال الذين كانت تضع لهم فرنسا ألف حساب، وتقدر قوتهم وبسالتهم في النضال. ورغم أن هذه الإشادة بنضال عميروش تؤكد حقيقة تاريخية لم ينكرها أحد، بمن فيهم منتقدو كتاب سعدي الأخير، الذين لم يطعنوا في رصيده الثوري، وإنما رفضوا وضعه في زاوية جهوية ضيقة وإعطائه هالة سياسية أكبر منه لقضاء أغراض سياسوية مكشوفة، فإن شهادة الجندي الفرنسي، ذات وزن كبير، لا سيما وأنها صدرت على لسان أحد الجنود الذين شاركوا في تحرير العاصمة الفرنسية، باريس، من نير الاحتلال النازي سنة 1944، ما جعل المتتبعين للندوات من فرنسيين وجزائريين مغتربين يدركون بجلاء حنكة وشجاعة الشهيد عميروش عن كثب. وسجل الأرسيدي وفق بيانه، اهتماما ملحوظا من طرف الجالية بالمهجر، والنخبة الفرنسية بمضمون كتابه "عميروش.. حياة واحدة، ميتتان ووصية"، لا سيما وأن جلسات النقاش دامت ثلاثة أيام كاملة، بداية من يوم 10 جوان، وتوزعت على مناطق مختلفة هي باريس، مارسيليا وليون.