أعلنت إسرائيل رسميا أمس الثلاثاء أنها لن تسمح بوصول سفن الإغاثة الإنسانية من بينها سفينة الإغاثة الجزائرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مدير قسم أوروبا في الخارجية الإسرائيلية نور جيلون التقى على انفراد مع كل من سفراء تركيا واليونان وايرلندا والسويد وطلب منهم العمل من اجل منع مواطنيهم من المشاركة في هذه الحملة. وشدد جيلون أمام السفراء على أن الحملة هي استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الإسرائيلي، مشيرا إلى أن حكومته ''لا تنوي السماح للحملة بالوصول الى غزة''، وزعم المسؤول الإسرائيلي أن '' أي شخص يريد تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، يمكنه القيام بذلك بصورة قانونية من خلال جهات التنسيق ذات الصلة في المناطق''. وفي وقت سابق أعلنت ''اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود'' التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة حماس، انضمام سفينة جزائرية لأسطول سفن كسر الحصار المتوجه إلى قطاع غزة، ويأتي هذا بالتزامن مع إعلان تعهد الجزائر باحتضان مؤتمر حول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي. وقد ثمنت اللجنة، في بيان صحفي لها، المبادرة الجزائرية المتمثلة بإرسال سفينة محملة بمواد الإغاثة كي تنضم لأسطول السفن المتوقع وصوله إلى شواطئ غزة نهاية هذا الشهر. وقالت اللجنة إن ''هذه الخطوة تؤكد أن المجال مفتوح للأمة العربية كي تمارس دورها الريادي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته، وكسر الحصار غير الإنساني على قطاع غزة''، ودعت حكومات الدول العربية وشعوبها وجمعيات الإغاثة فيها إلى أن تحذو حذو المبادرة الجزائرية وترسل سفنا محملة بما يحتاجه الشعب الفلسطيني المحاصر من أجل كسر الحصار والتخفيف من معاناة الأطفال والمرضى. وفي اطار تضامن الجزائر الدائم مع الشعب الفلسطيني صرح وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع بأن الحكومة الجزائرية تعهدت بتوفير ظروف تنظيم مؤتمر دولي حول معاناة الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل نهاية العام الحالي، وذلك خلال زيارة وفد من السلطة الفلسطينية للجزائر. إلى ذلك، دانت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة التهديدات الإسرائيلية القاضية بمنع أسطول ''الحرية'' الدولي المحمل بالمساعدات الإنسانية والأدوية ومستلزمات التعليم ومواد البناء من الوصول إلى قطاع غزة، واعتبرت الحملة أن هذا القرار الإسرائيلي هو ''إعلان مواجهة مع الدول الأوروبية التي سيشارك المئات من مواطنيها في هذا الأسطول''. وقال العضو المؤسس في الحملة الأوروبية أمين ابو راشد المتواجد في العاصمة اليونانية أثينا ضمن وفد من الحملة للتحضير لانطلاق السفن في تصريح صحفي ''ان تهديد وزارة الخارجية الإسرائيلية بمنع أسطول الحرية من الوصول إلى غزة لن يثني ائتلاف أسطول الحرية عن زيارة غزة''، وأكد ''انه لن يغير من مخططهم وموعد انطلاقة سفنهم المقرر في غضون أيام قليلة'' مضيفا ''ان الائتلاف لم يعلن موعدا محددا للوصول وانه سيتم اطلاع وسائل الإعلام عن موعد الانطلاق وموعد الوصول خلال الوقت الذي يختاره الائتلاف''. وكشف ابو راشد في البيان النقاب عن أن الحملة الأوروبية وضعت خطة طوارئ في الساحة الأوروبية لمواجهة سلسلة من الخطوات الإسرائيلية المتوقعة والتي من بينها صدور قرار بمنع الأسطول من الوصول الى شواطئ غزة، وقال انه سيتم تفعيل هيئة محامين للتحرك في المحاكم الأوروبية تحسبا لأي تحرك إسرائيلي ضد الأسطول إضافة إلى سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية، وأوضح انه ''من الناحية القانونية فإن قامت سلطات الاحتلال باعتراض الأسطول فبإمكاننا مقاضاتها في المحاكم الأوروبية''. وقد تمكنت العديد من السفن التضامنية من كسر الحصار والوصول الى غزة في حين منع الاحتلال الإسرائيلي وصول عدد كبير منهم خاصة بعد العدوان الأخير.