أكد السفير السوداني بالجزائر محمد عبد العالي هارون، أن بلوغ الاستثمارات العربية بالسودان سقف 10 مليار دولار قد أصبح يخيف كثيرا الدول الغربية، التي لها مصالح مباشرة في المنطقة والراغبة في استغلال ثروات وخيرات السودان، معتبرا أن هذا الأمر أحد الأسباب الرئيسية للمؤامرة التي يتعرض لها السودان من هذه القوى عن طريق افتعال أزمة دارفور والوقوف وراء استصدار مذكرة اعتقال الرئيس حسن البشير. وأضاف السفير السوداني أن بلده أصبح الوجهة المفضلة للكثير من المستثمرين العرب خصوصا من دول الخليج العربي كالسعودية التي يفوق حجم استثماراتها في السودان 4.3 مليار دولار، تليها الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر، وتتركز هذه الاستثمارات خصوصا في المجال الزراعي الذي يمتلك فيه السودان إمكانيات ضخمة ويوفر الكثير من الحوافز المغرية والمشجعة على دخول الاستثمارات، وهو أمر لا يعجب بالتأكيد حسب السفير السوداني بعض القوى التي يتقاطع الأمر مع مصالحها في المنطقة وفي السودان تحديدا. وبخصوص العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والخرطوم قال عبد العالي هارون إن هذه الأخيرة مازالت بعيدة عن مستوى العلاقات التاريخية الوطيدة بين الدولتين، شأنها في ذلك شأن العلاقات مع جل الدول العربية التي مازالت آليات التعاون والتكامل الاقتصادي المنشود فيما بينها ضعيفة وبعيدة كل البعد عن آمال وتطلعات الشعوب العربية الراغبة في إنشاء السوق العربية المشتركة، وعن إمكانيات الشراكة والتعاون بين الجزائر والخرطوم قال محمد عبد العالي هارون إنها كبيرة وواعدة خصوصا في المجال الفلاحي، حيث كشف بهذا الخصوص على سبيل المثال أنه في الوقت الذي كانت الجزائر تعاني من أزمة حادة في مادة البطاطا خلال السنة المنصرمة كان الفلاحون السودانيون يصارعون الكساد الذي أصاب محاصيلهم من هذه المادة التي تعرضت كميات ضخمة منها للتلف ولم تجد أسواقا تسوق إليها خارج السودان، وكان بالإمكان - حسبه- تسويقها للجزائر التي اضطرت لشرائها من كندا بأثمان أغلى وبنوعية أقل عن نظيرتها السودانية. يذكر أن السودان قد تمكن في السنوات الفارطة بالرغم من الحصار الذي كان مفروضا عليه والمضايقات الكثيرة التي تعرض إليها بفعل الأزمات المتتالية على أكثر من جبهة من تحقيق نسبة نمو اقتصادية جيدة، واستقطب المليارات من الدولارات كاستثمارات مختلف المجالات بفضل العوامل الجذابة التي من أبرزها الثروات الطبيعية الضخمة والموقع الإستراتيجي والجدوى الاقتصادية العالية للاستثمار.