انتقدت ستيفاني غراكسي كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية الوضعية الحالية التي وصل إليها مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، حيث وصفت مسار التعاون داخل الاتحاد بأنه ''لا يتقدم إلى الأمام''، خاصة في ظل الخلافات الراهنة بين الدول الأعضاء على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام ,2008 وتلميحات المقاطعة العربية للقمة المقبلة للاتحاد. وأكدت ستيفاني غراسكي خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل بنزل العاصمة أن وضعية الجمود التي وصل إليها الاتحاد من أجل المتوسط بعد سنتين من إنشائه، هي المتسبب الرئيسي في إلغاء برمجة قمة الاتحاد ببرشلونة في السابع من شهر جوان الداخل إلى الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر المقبل. وتخوفت ممثلة الخارجية الايطالية من أن يعرف الاتحاد من أجل المتوسط نفس تجربة فشل مسار برشلونة للتعاون الأورو متوسطي، ملحة في هذا الإطار على ضرورة مضاعفة الجهود حتى يتم تجاوز حالة الاحتباس الحاصل على صعيد الاستقرار والسلم والتبادل الحر في المنطقة. وتأتي تصريحات الخارجية الايطالية التي ستحتضن بلادها القمة المتوسطية المقبلة مناقضة للتأكيدات المصرية والفرنسية التي تنفي وجود أية تهديدات بالفشل في وجه الاتحاد، حيث أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الفرنسي برنار كوشنير والأسباني ميغيل موراتينوس عقب مباحثاتهم الأخيرة في القاهرة أن قرار تأجيل القمة جاء لضمان النجاح الكامل لها ومشاركة جميع الرؤساء فيها. وتعليقا على المحادثات التي جمعتها بالوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، أثنت المسؤولة الإيطالية على التوافق الذي يميز نظرة الدولتين فيما يتعلق بتجربة الاتحاد من أجل المتوسط، وأشادت بالدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في مكافحتها لمجموعات الإرهاب والإجرام بمنطقة الساحل، معتبرة الجزائر شريكا هاما وأساسيا في الحرب ضدّ الإرهاب. وأكدت المسؤولة أن الجزائر وايطاليا تتبادلان نفس القناعات بشأن ملفات المنطقة المتوسطية، كالتهديد الإرهابي والجريمة العابرة للأوطان، والملف الأمني بجوانبه المتشعبة على غرار الهجرة السرية، الصيد عير المشروع، وشبح التلوث الذي يهدد الحوض المتوسطي. وفي سياق ذي صلة، أعلن عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أن عدد المهاجرين الجزائريين المقيمين بصفة شرعية في إيطاليا يقدر بحدود 7 آلاف شخص، بالمقابل، وصل عدد المهاجرين المقيمين بشكل غير شرعي إلى 25 شخصا، قال إنّه سيتم ترحيلهم إلى الجزائر في غضون الفترة القليلة القادمة. يذكر أن اللقاء الذي جمع مساهل بغراكسي في ختام زيارتها إلى الجزائر، حمل تأكيدا على إنهاء معاناة الشعب الصحراوي من خلال دفع مسار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والرباط، فضلا عن تجديد الجزائر وإيطاليا لموقفيهما الداعم لحق الشعوب في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية.