الهجرة السرية صارت بيد المتاجرين بالبشر وعصابات التهريب كشفت كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية، ستيفانيا غراكسي، عن قمة ثنائية بين الجزائر وإيطاليا، ستجمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس مجلس الوزراء الايطالي، سيلفييو برلسكوني، نهاية العام الجاري بالجزائر، دون أن تعطي تاريخا محددا لها. وقالت المسؤولة الايطالية أمس، خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، بفندق الجزائر، بأن زيارتها إلى الجزائر تأتي في إطار التحضير للقمة الثنائية بين الجزائر وايطاليا، بعد إلغاء قمة كانت مقررة بالجزائر نهاية العام الماضي، لأسباب ربطتها المسؤولة الايطالية بالأجندة وبعض الكوارث الطبيعة التي ضربت إيطاليا. وأشارت ستيفانيا غراكسي إلى أن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، منتظر وصوله إلى الجزائر في 14 جويلية المقبل، في زيارة لتحضير القمة الثنائية بين البلدين المرتقبة في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الجاري. وعن العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا، قالت ستيفانيا غراكسي، إن “الجزائر شريك استراتيجي فعلي لإيطاليا”، حيث أبدت رغبة بلادها في نقل الخبرة إيطاليا التي تعبتر رائدة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى نظيرتها في الجزائر. وفي الجانب الأمني، قالت غراكسي إن إيطاليا تقاسم الجزائر الرؤى في العديد من القضايا الدولية والإقليمية، لاسيما الوضع في منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، حيث اعترفت وأشادت المسؤولة الايطالية بالدور القيادي والمحوري الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، سواء على صعيد التنمية أو في مجال مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة. وعرجت كاتبة الدولة الايطالية للشؤون للخارجية على ملف الهجرة، بما فيها غير الشرعية، وأوضحت أن الجالية الجزائرية المقيمة في إيطاليا مندمجة بشكل ممتاز وتشارك في تنمية وتطوير البلد ولها مساهمة نوعية، مدافعة عن سياسة بلدها فيما يخص ملف الهجرة، قائلة “ تأكدوا أن المهاجرين والباحثين عن العمل القادمين إلى ايطاليا سيحظون بحسن الاستقبال”، وأن إيطاليا بحاجة لليد العاملة من حوض المتوسط بما فيها الجزائر. وبخصوص الهجرة غير الشرعية، قالت ستيفانيا غراكسي “للأسف فالهجرة غير الشرعية صارت بيد المتاجرين بالبشر وعصابات تهريب البشر”، وضربت مثالا عما يحدث بالجزائر التي لم تعد حسبها دولة منطلق وعبور فقط، بل تحولت إلى بلد يقصده المهاجرون. وبخصوص مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، التي تعتبر إيطاليا كما الجزائر عضوا فيه، تركت المسؤولة الايطالية الانطباع بأن المشروع يواجه فعلا حالة من الجمود وعدم وضوح الرؤى، وأوضحت “نعم نحن قلقون بخصوص مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي لا يحرز أي تقدم أو أي خطوات إلى الأمام”، وأنه يجب بذل جهود مضاعفة من أجله، مضيفة “إذا لم نتمكن من تفعيل هذا الفضاء الأورو متوسطي فتلك كارثة حقيقية”.