يفتتح اليوم بمدينة مرسيليا الفرنسية منتدى الاستثمار وتمويل المشاريع في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، الذي سيعرف غياب الجزائر ، رغم أن هذا الاجتماع يعقد تحت رعاية الاتحاد من اجل المتوسط . وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت أن الجزائر ستغيب عن أشغال منتدى الاستثمار وتمويل المشاريع في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، بالرغم من حضور وفود فاعلة في هذا التكتل ،ومنها وزير الاقتصاد والصناعة والعمالة الفرنسي كريستين لاغارد ، ووزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد ،واللذين ترأس بلادهما هذا الاتحاد حاليا ، إضافة إلى ممثلا عن الاتحاد الأوروبي ،وآخرين عن دول جنوب هذا الحوض كالمغرب وتونس والأردن. وما يؤكد غياب الجزائر عن هذا المنتدى هو عدم إعلان أي جهة رسمية مشاركة الجزائر في هذا المنتدى سواء تعلق الأمر بوزارة الصناعة وترقية الاستثمار أو وزارة الشؤون الخارجية ، الأمر الذي يؤكد أن الجزائر لن تكون حاضرة في هذا اللقاء المتوسطي، وان شاركت فسيكون وفدها غير رفيع المستوى. وفي السياق ذاته ، كانت كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية ستيفاني غراكسي قد أكدت خلال ندوة صحفية لها مع الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن الجزائر وايطاليا لهما نظرة متوافقة بخصوص تجربة الاتحاد من أجل المتوسط، الذي انتقدته بشدة بالنظر إلى أن مسار التعاون داخل الاتحاد ''لا يتقدم إلى الأمام''، على حد قولها بسبب الخلافات الراهنة بين الدول الأعضاء على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام ,2008 وتلميحات المقاطعة العربية للقمة المقبلة للاتحاد. وأعلنت المسؤولة الايطالية تخوفها الذي تتقاسمه الجزائر معها من إمكانية أن يعرف الاتحاد من أجل المتوسط نفس تجربة فشل مسار برشلونة للتعاون الأورومتوسطي، ملحة في هذا الإطار على ضرورة مضاعفة الجهود حتى يتم تجاوز حالة الاحتباس الحاصل على صعيد الاستقرار والسلم والتبادل الحر في المنطقة. وما لابد التذكير به هو أنها ليست المرة الأولى التي تغيب فيها الجزائر عن بعض مواعيد الاتحاد من اجل المتوسط منذ الحرب على غزة بداية عام 2009 ، ،حيث سبق وان اقتصر التمثيل الجزائري هذا العام في مراسيم تنصيب الأمين العام للاتحاد من اجل المتوسط الأردني احمد المساعدة على وفد صغير مقارنة بباقي الأعضاء ،إضافة إلى أن الجزائر كانت قد غابت عن الاجتماع الوزاري المصغر الذي سبق هذا التنصيب . إلى ذلك ،وفي محاولة من فرنسا ومصر للترويج بان مشاريع الاتحاد من اجل المتوسط تسير في الطريق الصحيح ،وان مشكل التمويل قد حل ، أعلن أول أمس بباريس كل من وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد والمستشار الخاص للرئيس الفرنسي هنرى جينو عن إطلاق صندوق ''انفراميد'' لتمويل مشروعات البنية التحتية برأس مال مبدئي 400 مليون يورو يصل إلى مليار يورو خلال عامين،وقد أسندت رئاسة اللجنة الإستراتيجية للاستثمار في هذا الصندوق للوزير المصري .