كشف رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات حماية الشباب عبد الكريم عبيدات، أمس، عن مخطط خاص لمساعدة الأشخاص المدخنين على التخلي عن هذه الآفة التي تتسبب في وفاة 13 ألف شخص سنويا في الجزائر، معلنا عن برنامج يمكّن هؤلاء من التخلي عن السجائر في ظرف زمني لا يتعدى خمسة أيام، والذي أشار إلى أنه قد أعطى نتائج جيدة منذ مباشرته في 2007، حيث مكنهم من بلوغ نسبة 40 بالمائة من الأشخاص الذين تخلوا عن التدخين بشكل نهائي. كشف الخبير الدولي ومستشار الوقاية عبد الكريم عبيدات عن مخطط خاص يساعد المدخنين على الإقلاع عن هذه الآفة في ظرف زمني لا يتعدى خمسة أيام، حيث أوضح بأن الإستراتيجية التي تمت مباشرتها منذ سنة 2007 استنادا إلى تجربة رابطة الحياة والصحة بباريس التي زارت الجزائر مؤخرا، قد ساعدت في التقليل من عدد الأشخاص المدخنين بشكل ايجابي، حيث أن 40 بالمائة من هؤلاء قد تخلوا عن السيجارة بشكل نهائي بفضل هذا المخطط الذي تشرف عليه منظمة جمعيات حماية الشباب، التي يرأسها، بالتنسيق مع أمن المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد، منوها بالدور الكبير الذي مثله هذا البرنامج الذي دخل عامه الثالث في الجزائر بالنظر إلى أن هذه الآفة تتسبب في وفاة 13 ألف شخص سنويا في بلادنا نتيجة السرطانات التي تتسبب فيها. وحول هذا المخطط الذي لا تتجاوز مدته خمسة أيام، حدثنا عمر عثماني المختص في رعاية الشباب على مستوى الجمعية، موضحا بأن البرنامج يعتمد بالدرجة الأولى على الجانب النفسي للمدخن ومدى قوة إرادته في الإقلاع عن هذه الآفة، حيث أشار إلى أن التجربة الفرنسية التي أدخلت عليها الجمعية تعديلات تتوافق وطبيعة مجتمعنا العربي والمسلم، تتم وفق عدة خطوات تمكن الشخص في النهاية من بلوغ مراده في التوقف نهائيا عن التدخين، وحول هذه الخطوات قال عثماني إنها تبدأ بالجانب الدعائي من خلال نشر ملصقات وشعارات تدعو الأشخاص إلى التقرب من الجمعية والانضمام إلى هذا المخطط من خلال التعريف بخطورة التبغ على حياة الفرد وكذا التحسيس بأهمية الإقلاع عنه في أقرب وقت ممكن، مضيفا أن العملية التحسيسية التي تم تنظيمها يوم أمس والتي صادفت الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين تندرج ضمن هذا المخطط الذي تسعى الجمعية إلى تعميمه ليشمل كامل التراب الوطني. وواصل عثماني الذي أشار على أن الفضول الذي يخلق في نفس الشخص المدخن بمجرد تقربه من أماكن عرض مثل تلك الملصقات إلى جانب جملة الإرشادات والنصائح التي يقدمها له المربون والمختصون، تدفع به بشكل تلقائي إلى ثاني خطوة وهي تسجيل نفسه في سجل خاص يقدم فيه اسمه ورقم هاتفه، حيث تتكفل الجمعية بالاتصال به فور بلوغ عدد محدد من المسجلين يقارب في أغلب الأحيان 100 شخص، وكخطوة ثالثة يتم استقبال هؤلاء على مستوى مقر الجمعية الكائن بالمحمدية أين يتم تخصيص مدة تراوح ما بين ساعة إلى ساعتين لتطبيق البرنامج الخماسي. ففي اليوم الأول يتم منح المشاركين برنامجا خاصا يقوم كل واحد منهم بتدوين عدد السجائر التي يتناولها منذ دخوله للجمعية على غاية آخر جلسة، حيث يتم في البداية عرض شريط فيديو يبين الأمراض التي يسببها التدخين والمتمثلة في 43 نوع من السرطان على جانب عرض العديد من الصور المؤثرة لوفيات وأشخاص تعرضوا على بتر أحد أعضائهم فضلا عن آخرين أصيبوا بشلل نصفي جراء زيادة نسبة النيكوتين والترسبات في الجسم، وذلك بغرض التأثير على نفسية المدخنين والرفع من إرادتهم في الإقلاع عنه، وفي اليوم الثاني من العلاج يكون كل شخص ملزما بإحضار علبة سجائره معه أين يتم تجريب جهاز تدخين ميكانيكي يبين الخطورة التي تشكلها كل سيجارة على رئتي المدخن مع تكرار عبارة "قررت الإقلاع عن التدخين" في كل مرة، حيث أوضح عثماني أنه ومنذ ثالث يوم يبدأ هؤلاء في التقليل من عدد السجائر المستهلكة بعد أن تم خلق نوع من المنافسة فيما بينهم، ليتم بلوغ 0 سيجارة في اليوم الخامس أين يتم منح المقلعين عن التدخين شهادات نجاح بحضور أفراد أسرهم لتحفيزهم على عدم معاودة تناول السجائر. من جهته، كشف عبيدات عن توفير منقوع "تيزانة" مكون من 12 عشبة لعلاج آثار الإدمان على المخدرات والتبغ هي الأولى من نوعها، إلى جانب التأكيد على ضرورة تناول كميات كبيرة من المياه المعدنية التي تتوفر على مادة المغنزيوم التي تساعد على إذابة الرواسب في الدم، حيث أوضح بأن "التيزانة" تساعد بشكل تكميلي في العلاج من الإدمان من خلال العمل على تهدئة الأعصاب وتنقية الجسم من الترسبات إلى جانب التقليل من حاجة الجسم إلى مادة النيكوتين وذلك كونها تحتوي على عشبة "الفلاغيان" التي تعوض الجسم عن هذه المادة السامة، كما أشار على أن هذا المنقوع الذي يجب تناول كبين منه في فترتي الصباح والمساء، متوفر على مستوى الجمعية بسعر 200دج وأنها مرخصة من طرف وزارة الصحة، حيث أكد نجاعتها من خلال المساهمة بشكل كبير في رفع عدد المقلعين عن التدخين. إقبال واسع من طرف المدخنين على المخطط أكد رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات حماية الشباب عبد الكريم عبيدات، أن المخطط الذي باشرته الجمعية لمساعدة الأشخاص على محاربة إدمان المخدرات والتبغ قد لقي صدى واسعا في أوساط المدخنين، من خلال العدد الهائل للأشخاص الذين يسجلون أنفسهم في كل مرة تنظم فيها الجمعية أياما تحسيسية للتعريف بالمخطط، حيث أوضح أنه ما بين 60 إلى 70 شخص يتوجهون بشكل يوم إلى مقر الجمعية لتلقي العلاج، قال عبيدات أن أغلبهم تتراوح أعمارهم ما بين 40 و70 سنة في حين سجل توافدا "متواضعا" لفئة الشباب، وعن هؤلاء أوضح المتحدث أن الجمعية قد تمكنت في بداية ماي المنصرم من مساعدة 30 شخص قامت باستقبالهم، على وقف التدخين في حين لم يتمكن شخص واحد فقط منهم من ذلك فقد بلغ في خامس يوم من العلاج معدل 4 سجائر في اليوم. وعن فئة الإناث، التي أشار عبيدات إلى نوع من التحفظ من قبلهن، فإن نسبة إقبالهن على هذا المخطط تقدر حسبه بحوالي 15 بالمائة في حين أحصى ما نسبته 20 بالمائة من البنات اللاتي يتعاطين المخدرات، ليشير إلى أن الجمعية تتكفل وبالتنسيق مع أمن المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد، التي وفرت 13 خلية إصغاء ونشاط وقائي على مستواها، بالتوجه نحو المراكز التربوية على غرار الابتدائيات، الاكماليات والثانويات إلى جانب مراكز التكوين المهني والمهنية لتحسيس الأطفال الأقل من 18 سنة بخطورة التدخين.