تلقت، أول أمس، مجموعة من شبه الطبيين العاملين في مجال مكافحة السرطان، تكوينا خاصا حول طرق التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان وكيفية التعامل معهم. أشرف عليه فريق من الأطباء المختصين والخبراء في جراحة الأورام من مختلف ولايات الوطن وحرصوا على تبليغ رسالتهم إلى كل الممرضين الذين يرافقون المرضى خلال فترة تواجدهم في مراكز مكافحة السرطان، وتوعيتهم بأهمية دورهم في التخفيف من معاناتهم. عرضت جمعية ''نور الضحى لمساعدة مرضى السرطان'' جملة المشاكل والعقبات التي تعترض تقدم التكفل الجيد بمرضى السرطان في الجزائر، والتي يراها الكثيرين غير مهمة إلا أنها تعد لبنة أساسية في مرافقة المرضى طيلة مرحلة العلاج وتحديدا في المراحل الأخيرة من الحياة أو ما يعرف بالرعاية والمساعدة في المراحل المتأخرة من المرض. انتقدت قاسيمي سامية، رئيسة الجمعية، في بيان صحفي أصدرته بمناسبة الطبعة الثالثة للصالون شبه الطبي للأورام السرطانية، النقص الكبير والفادح الذي تعرفه مختلف مراكز ومصالح مكافحة السرطان عبر الوطن فيما يتعلق بالفريق شبه الطبي العامل في مصالح الأورام السرطانية. وذكرت قاسيمي بأن هذه الأقسام تستقبل مرضى مصابين بمختلف أنواع السرطانات، يحتاجون لرعاية ومرافقة خاصة من قبل أشخاص مختصين ومؤهلين للقيام بذلك. دعوة لإنشاء مراكز العلاجات المسكنة من جهتهم دعا أعوان شبه الطبي وأطباء أخصائيون في أمراض السرطان إلى إنشاء مراكز للعلاجات المسكنة من أجل تقليص العبء على المستشفيات ومواجهة قلة الفضاءات المخصصة لها في هذه المؤسسات. وأشار الأطباء المختصون وأعوان شبه الطبي إلى ضرورة إنشاء مراكز مجهزة بالعتاد الضروري للتكفل بالمرضى المعرضين لخطر الضمور أو لأعراض عجز أخرى ناجمة عن العلاجات المخصصة لمرضى السرطان. وأوضح المتدخلون أن العلاجات المسكنة تمكن من ضمان نوعية حياة أحسن قدر المستطاع للمريض إلى غاية الوفاة والفضاءات المخصصة لهم في المستشفيات ''ضيقة وغير كافية''. تتمثل العلاجات المسكنة في التخفيف من ألم مرضى السرطان ومساندة أقاربهم ووصف الأدوية ومراقبة التأثيرات الجانبية وفعالية العلاج وأيضا تقديم شروحات الاستماع للمريض ومحيطه. وفي هذا السياق أشار البوفيسور تارج إلى أن الجزائر تسجل تأخرا في المنشآت القاعدية للعلاجات المسكنة على الرغم من أنها تتوفر على الوسائل للقيام بهذا. وتطرق المشاركون أيضا إلى مهنة التمريض التي هي في أوج تحول وتطور، معتبرين أن هذه المهنة في مجال أمراض السرطان تعتبر حلقة رئيسية في سلسلة العلاج بما أن لها مهمة تقييم احتياجات المرضى والتكيف والفعالية ومواصلة العلاجات. كما تمت الإشارة إلى نقص عمال شبه الطبي في مصالح أمراض السرطان، وعن جانب تكوين هؤلاء الأعوان قال المتدخلون إنه ''جد مهم'' لأنهم مدعوون لتحضير العلاجات وتسيير تضايق المريض وربح ثقته ومراقبة المرضى الخاضعين للحقن أو في مرحلة الضمور. الصالون يشجع تكوين عمال شبه الطبي كما تضمن جدول الأعمال مواضيع أخرى متعلقة بمسائل مثل آلام الطفل المصاب بالسرطان، سرطان الثدي وعنق الرحم بالإضافة إلى التغذية والوقاية من السرطانات. ويتمثل الهدف من اللقاء، حسب المنظمين، في تقييم آخر المستجدات في مجال البحث في شبه الطبي في أمراض السرطانات وكذا حول نشاطات ونتائج الجمعية المنظمة، ويتعلق الأمر أيضا بوضع فضاء مفضل للتفكير حول وضعية شبه الطبي لأمراض السرطان في الجزائر والعراقيل التي تواجهه وتشجيع تكوين عمال شبه الطبي. وتهدف جمعية نور الهدى التي أسست سنة 2002 و التي تضم ثلاثين طبيبا متعدد التخصصات، إلى مكافحة السرطان على الصعيد الوطني من خلال الإعلام والوقاية ومساعدة المرضى وعائلاتهم ودعم السلك الطبي في البحث والمساعدة في إنشاء مراكز لأمراض السرطان.