نظمت جمعية ''نور الضحى'' لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان، الصالون شبه الطبي الثالث للأورام السرطانية. وينتظر أن يتناول المشاركون في الصالون موضوع التكفل النفسي بالمرضى المصابين بالسرطان من قبل الفريق شبه الطبي العامل بمراكز مكافحة السرطان. كما سيكون الصالون بمثابة تشجيع للمرضين العاملين في هذا المجال، والذين يعدون قليلين جدا مقارنة مع متطلبات المرضى وتزايد أعدادهم. كشفت سامية قاسيمي رئيسة جمعية ''نور الضحى'' في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' قبيل الصالون، أن التظاهرة تعد الثالثة من نوعها التي بادرت الجمعية إلى تنظيمها، ويشارك فيها أكثر من مائة شبه طبي من مختلف أنحاء الوطن يعملون في مراكز مكافحة السرطان أو على الأقل في أقسام يتم التكفل فيها بمرضى السرطان، على غرار، ولاية تلمسان، تيزي وزو، غرارة، سعيدة، بجاية وجانت. وتستهدف هذه التظاهرة العلمية التكوينية، الفريق شبه الطبي العامل في أقسام الأنكولوجيا، يتلقون خلالها تكوينا من قبل أخصائيين حول كيفية التكفل النفسي بالمرضى. ففي الجزائر، أوضحت محدثتنا، إضافة إلى معاناة المرضى المصابين بالسرطان من أمراضهم العضوية يعانون أيضا من قهر الوساوس التي تتحول لدى مجموعة لا بأس بها إلى أمراض نفسية، على رأسها الاكتئاب الناجم عن جهلهم بمرضهم ونظرة المجتمع لهم ومفاهيمهم الخاطئة له وكذا تفكيرهم في كيفية التعايش مع حياتهم الجديدة ومواجهة التكاليف المرتفعة للعلاج ورحلة الذهاب والإياب اللامتناهية بين الأطباء ومراكز التحاليل الطبية والصور الإشعاعية، خاصة مع تدهور القدرة الشرائية وظروف المعيشة وارتفاع نسبة البطالة لدى فئة كبيرة من هؤلاء المرضى. وذكرت رئيسة الجمعية أن الهدف من تنظيم هذا الصالون، أيضا، هو تشجيع العدد القليل من الممرضين وشبه الطبيين الذين لازالوا يعملون في مجال الأنكولوجيا. فلا يتماشى عدد هذه الفئة الهامة في القطاع مع متطلبات المرضى الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم. نموذج لنتائج المساعدة النفسية للمصاب بالسرطان نادية صاحبة ال 40 سنة تقول إنها بعدما تلقت نبأ إصابتها بسرطان عنق الرحم، أصيبت بصدمة نفسية عزلتها عن المجتمع، ''لم أشك يوما أنني قد أصاب بهذا المرض الخبيث خاصة أنني أم لثلاثة أطفال، وفي إحدى المرات وأنا أجري الفحص الدوري لدى طبيبة أمراض النساء والتوليد أفصحت لها عن شعوري ببعض الأعراض التي سريعا ما أخبرتني أنها ربما تكون أعراض وجود ورم خبيث على مستوى الرحم وأنها لن تتمكن من التأكد من ذلك إلا بإخضاعي لمجموعة من التحاليل وصور الرنين الباطني والمسح الصوري، فأجريت كل ما طلبته من فحوصات أكدت جميعها إصابتي بسرطان عنق الرحم، لم أتقبل الفكرة وأغمي علي لحظة تلقيت الخبر فحاولت الأخصائية جاهدة ودون فائدة طمأنتي أن إمكانية شفائي كبيرة جدا مع تطور العلم والتقنية وكذا وجود نخبة جيدة من الأخصائيين على مستوى مركز مكافحة السرطان بيير وماري كوري وأن كل هذا يرفع من إمكانية شفائي لأن تشخيص مرضي جاء في مراحله الأولى. حاول جميع أفراد عائلتي وعلى رأسهم أبنائي الرفع من معنوياتي، غير أن جهودهم باءت بالفشل فقد كنت قد أصبت بصدمة نفسية ونصحتني طبيبة أمراض النساء بالتوجه إلى أخصائي نفساني يؤهلني لتقبل الفكرة وتجاوز المرحلة، ومن ثم مباشرة العلاج بمركز مكافحة السرطان، فهاجسي الأول كان خوفي من الموت وأن يصبح أبنائي يتامى، ونصحتني أن أباشر العلاج النفسي على مستوى نفس المركز الذي يهتم بالتكفل النفسي بمصابي السرطان باعتباره جزءا هاما ومساعدا على الشفاء، ولم أتمكن من تجاوز محنتي وحالة الاكتئاب التي كنت فيها لولا مساعدة الأخصائية النفسانية''.