طمأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم كافة الجزائريين والجزائريات ببقاء منطقة القبائل جزءا لا يتجزأ من الوطن الكبير الذي كان وما يزال يشكل أطماعا للكثير، حيث شدد على أن التاريخ قد علمنا أنه كلما اشتدت الأزمات والمؤامرات على هذا الوطن إلا وزاد تلاحما في تكتل الجزائريين والجزائريات حول وطنهم، وهي الوقائع التي يشهد عليها التاريخ في كل مرة. وأكد الرجل أنه لا ولن يخيفنا عملاء هذا العدو أو ذاك يتشاورون على تدمير البلد في تلك العاصمة أو تلك السفارة الأجنبية. من جانب آخر جدد الرجل الأول في الآفلان مطالبته من فرنسا الرسمية الاعتذار وقال ''إن واجب الذاكرة لن نتسامح فيه وعليهم أن يتأكدوا أن المسألة لا تتعلق بذهاب جيل نوفمبر كما تخيله البعض من وراء البحر فهي قضية أجيال وستبقى كذلك''. وجاءت هذه التصريحات وغيرها في خطاب ألقاه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الأول الخميس على مسامع الشباب والطلبة الذين دعاهم الحزب العتيد لأيام تكوينية حملت شعار ''الشباب والمشاركة السياسية''، والتي احتضنها المركز الكشفي الدولي محمد بوراس بسيدي فرج بالجزائر، حيث بعث الرجل خلالها الكثير من الرسائل السياسية للداخل والخارج. وإلى هذا الأخير، أكد الرجل أن منطقة القبائل ضربت أكبر الدروس خلال الثورة التحريرية المباركة بدأ بذلك القائد الذي كان يمتهن مهنة الخياطة في غليزان غرب الجزائر ليصبح قائدا على المنطقة الثالثة منطقة القبائل- ويقصد به الشهيد عميروش، كما لم ينس التذكير ببطولات العديد من قادة الثورة الذين ولدوا في تلك الجهة التي احتضنت أول هندسة للثورة الجزائرية المعاصرة والتي كللت بالاستقلال بعد 132 سنة من الاستعمار. وأضاف عبد العزيز بلخادم، أن الصديق والعدو زالت لديه الشكوك حول قدرة الجزائريين والجزائريات على التوحد في المصائب، ضاربا العديد من الأمثلة ومنها اقتتال الإخوة في العام 1963 والذي استغل من طرف الجار المغربي لاجتياح الأراضي الجزائرية، وهو ما ساهم في توحد الكل في جبهة موحدة لطرد الغازي، إضافة إلى أمثلة أخرى كثيرة استشهد بها الرجل. ولذلك فقد دعا عبد العزيز بلخادم الجزائريين والجزائريات إلى الوقوف ومحاربة كل الآفات والنعرات اللغوية والجهوية، منبها إلى ضرورة الحيطة والحذر من الانسياق وراء تلك الجهات عن دون قصد أو بقصد، وقال إنه من الضروري تحصين أنفسنا بأن لا ننساق وراء هذه الأصوات والغربان التي تريد أن ترجعنا لبؤر الفتن. من جانب آخر جدد أمين عام جبهة التحرير الوطني مطالبته باعتذار فرنسا الرسمية على ما اقترفه الاستعمار طيلة قرن ونصف من الزمن في حق الشعب الجزائري، مذكرا أن الأمم لا تكبر في نظر شعوبها إلا بتجاوز الخطايا والاعتذار عنها. وعودة إلى اللقاء التكويني الذي خص به الحزب العتيد فئة الشباب، فقد شدد الرجل أن الأهمية من تنظيم مثل هذه الملتقيات هو مهم للغاية في هذا الظرف بالذات، مشيرا إلى أنه قد جرى في ظروف تميزت بالتحاور وتبادل الرؤى حول مكانة هذه الفئة ومستقبلها في استراتيجية الحزب خلال مرحلة ما بعد المؤتمر التاسع. وقد أبرز بلخادم أهمية ''الاستماع إلى انشغالات الشباب والتحاور معه'' بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على تفكيره واهتماماته جراء التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم. كما نبه الأمين العام للحزب إلى ضرورة ''إشراك هذه الفئة في معاينة واقعها ومن ثمة إسهامها في بلورة بعض الحلول لمشاكلها''. وفي هذا الشأن دعا بلخادم الشباب إلى ''الاجتهاد والمثابرة والعمل داخل الجمعيات العامة والقسمات والمحافظات من أجل بلوغ مناصب المسؤولية، مبرزا أن ''كفاءة المناضل تدفع الآخرين الى ترشيحه في مختلف الاستحقاقات''. وأشار في ذات الصدد إلى أن ''المستقبل للشباب''، مشيدا في ذات الوقت بكفاءة مناضلي الحزب الشباب المشاركين في هذه الندوة والبالغ عددهم أزيد من 300 شاب من مختلف أنحاء الوطن، موضحا بالقول بأنه ''ليس من بين هؤلاء من مستواه التعليمي دون شهادة الليسانس''. كما تطرق إلى خصوصية جبهة التحرير الوطني التي ''أنشئت من أجل مبادئ مقدسة منها تحرير الأرض والإنسان وكذلك استرجاع مقومات الدولة الجزائرية''. في رده على انشغالات بعض الشباب حول قضية ''التنصير'' ذكر الأمين العام للحزب أن هذه القضية ليست وليدة الساعة، مضيفا أنه ''كانت هناك محاولات عديدة خلال الفترة الاستعمارية لتنصير الشعب الجزائري لكنها لم تفلح''، مبرزا تمسك الجزائريين بدينهم ومقوماتهم. من جهة أخرى شملت مداخلات الشباب مجموعة من الاقتراحات تصب في تمكين عنصر الشباب من تبوء المسؤولية في الحزب على غرار إنشاء ''نواة للشباب والطلبة في المحافظات والقسمات'' وفي حصولهم على التكوين اللازم. وفي هذا الشأن ثمن آخرون مبادرة عقد هذه الندوة ودعوا إلى تنظيم لقاءات جهوية تكوينية بغية تغطية أكبر عدد من شباب الحزب. جدير ذكره أن ليلة أمس الأول الخميس قد شهدت عرض فيلم ''أسد الأوراس'' حول حياة الشهيد مصطفى بن بولعيد قبل أن يتبع بنقاش مع كاتب سيناريو الفيلم الأستاذ الصادق بخوش.