خصت مجلة صحة الإلكترونية في عددها ال 98 الصادر نهاية شهر ماي المنصرم، ملفا كاملا تناولت فيه حقيقة مرض أنفلونزا الخنازير(أتش 1 أن 1)، حللت فيه تطور الوباء، وجهود دول العامل لمكافحته والميزانيات الضخمة التي رصدتها. ووضعت المجلة تحت المجهر الاتهامات التي تلقتها منظمة الصحة العالمية بدقها لناقوس الخطر تحت ضغوط مختبرات صناعة الأدوية التي حققت أرباحا خيالية. نقلت المجلة عن موقع ميدل إيست أونلين، شهادات وتصريحات سياسيين من ألمانياوفرنسا. وذكرت المجلة أن مرض أنفلونزا الخنازير (أتش 1 أن 1) تفشى في أفريل الماضي مهددا بأن يصبح فيروسا قاتلا عالميا، لكن بعد عام تكاثرت الانتقادات بأنه تمت المبالغة بتداعيات المرض وبأن أموالا طائلة أنفقت لشراء الأدوية واللقاحات. وقال البرلماني البريطاني بول فلين الذي يتولى رئاسة لجنة التحقيق من مجلس أوروبا حول هذا الموضوع إن دولا عدة أنفقت مبالغ طائلة لشراء اللقاحات التي لم تستخدم ولم يكن هناك نية أبدا في استخدامها. واتهم فلين مع آخرين منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية بأنها دقت ناقوس الخطر تحت ضغوط مختبرات صناعة الأدوية. وجاء في المجلة أنه في بريطانيا أنفقت الحكومة مليار جنيه أي ما يعادل 13ر1 مليار أورو على شراء 110 مليون جرعة لقاح وهي كمية تسمح بتلقيح 80 بالمائة من السكان مرتين، حسب البرلماني البريطاني. وشراء ملايين اللقاحات كلف فرنسا 600 مليون أورو والولايات المتحدة 88ر1 مليار دولار أي ما يعادل 4ر1 مليار أورو، وألمانيا 283 مليون أورو وإسبانيا 93 مليون أورو. وقالت السناتورة ماري كريستين بلندان مقررة لجنة تحقيق برلمانية فرنسية حول إدارة وباء أنفلونزا الخنازير إنه هدر للأموال، لا سيما أن أقل من 10 بالمائة من السكان تلقوا اللقاح. واإثر ظهور مرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة، دقت لجنة الحالات الطارئة في منظمة الصحة ناقوس الخطر في 25 أفريل. وبعد شهر ونصف أي في 11 جوان أعلن مرض ''أتش 1 أن ''1 الذي أخذ يتفشى بوتيرة سريعة في العالم، أول جائحة في القرن الحادي والعشرين. وأوصت منظمة الصحة بغسل اليدين والبقاء بعيدا عن الأشخاص المصابين بالفيروس وأن يلزم المرضى منازلهم ويتجنبوا الاحتكاك بالأشخاص المعاقين. مليارات الأورو في الربع الأخير من 2009 فقط للقاحات المضادة وذكرت المجلة بأن منظمة الصحة كانت تصدر معلومات متناقضة إذ كانت تؤكد أحيانا أن الفيروس لا يتفشى بسرعة وأحيانا أخرى تقول بأنه أشبه بالأنفلونزا الإسبانية التي أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 40 مليون شخص في .1918 وأشاع ذلك أجواء من الذعر في العالم من طوكيو إلى بوغوتا، وتهافت الأفراد لشراء الأقنعة الواقية والمواد المطهرة لليدين وأغلقت المدارس وحظرت التجمعات العامة. وتبين لاحقا أن أنفلونزا الخنازير لم تكن أخطر من أنفلونزا موسمية. لكن منظمة الصحة أوصت في مرحلة أولى بإنتاج خمسة مليارات جرعة لقاح سنويا. وكانت هذه التوصية بمثابة نعمة لمجموعات صناعة الأدوية في خضم الأزمة الاقتصادية العالمية. وعلى سبيل المثال باعت مجموعة نوفارتيس في الربع الأول من 2010 لقاحات بقيمة 1ر1 مليار دولار و''غلكسوسميثكلين'' 130 مليون جرعة بقيمة 883 مليون جنيه أي مليار أورو، في الربع الأخير من .2009 وقال فلين، غالبا ما يمارس العلماء الذين يرفعون توصيات إلى منظمة الصحة ضغوطا للمبالغة في حجم الكارثة، ما يعني المزيد من العقود والأموال لإجراء أبحاث حول الفيروس. ونتيجة لذلك تصبح سلطة منظمة الصحة موضع شك. وقال الأستاذ الجامعي ديديه تابوتو المسؤول عن منبر الصحة في معهد الدراسات السياسية في باريس، كل ما يخلط بين المال والصحة يطرح مشكلة مصداقية بالنسبة إلى القرارات المتخذة. وقال فلين، إذا تفشى فعلا في المستقبل فيروس خطير لن يأخذ أحد تحذيرات منظمة الصحة على محمل الجد. وباسم ''الشفافية'' وللرد على الانتقادات شكلت منظمة الصحة، التي تنفي تدخل مختبرات إنتاج الأدوية والمدعومة من قبل معظم أخصائيي الفيروسات، لجنة مستقلة مكلفة بتقييم إدارتها لتفشي فيروس ''أتش 1 أن ''1 بحلول الخريف. وللإشارة تناول العدد 98 لشهر ماي 2010 لمجلة صحة الإلكترونية عدة مواضيع إلى جانب أنفلونزا الخنازير، على غرار حساسية الأنف وطرق علاجها، مزايا ومساوئ اللولب، الخلايا الجذعية والنتائج الواعدة في القضاء على السرطان والسكري والقلب وإصابات العمود الفقري، إلى جانب دراسة ألمانية تحذر الجماهير من الجلطة الكروية خلال مشاهدتها لمونديال جنوب إفريقيا.