بعد غياب دام 24 سنة عن مشاركة الجزائر في نهائيات كأس العالم، عاد هذه المرة منتخبنا الوطني لكرة القدم بقوة، حيث صنع الحدث الصيفي لسنة 2010 ووحد الشارع الجزائري من ( الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق)، من خلال الإجماع في الشوارع والمقاهي وأماكن العمل ومقاهي الأنترنت على متابعة كل صغيرة وكبيرة عن محاربي الصحراء ومنافسيهم في المجموعة الثالثة، فضلا عن الشوق الكبير لرؤية أشبال سعدان وهم يداعبون الكرة بشكل رسمي في أرض الثائر نيلسون مانديلا، ولا تهم الوسيلة أوالقناة، سواء كانت اليتيمة أوباقة الجزيرة أوالقنوات المشفرة وغير المشفرة، والاستعانة بالبطاقات المقرصنة أضعف الإيمان، وإن لم يكن هنالك بد فلا حرج من الاستماع لأصوات زواوي ومحمد جمال وآيت عثمان، وإلا فالمهم الصورة ولا تهم اللغة حتى ولوكانت لغة قبائل آكلات البشر في أدغال إفريقيا. '' الحوار'' خرجت إلى الشارع الجزائري من أجل القيام بهذا الاستطلاع أين التقت بموجوعة من الشباب وحتى الكهول وتحدثت معهم بإسهاب كبير حول المونديال ومشاركة الجزائر في كأس العالم للمرة الثالثة بعد غياب دام أربع وعشرين سنة كاملة، ووقفت عند مشاعر المواطنين الجزائريين الجياشة التي أظهروا من خلالها مدى حبهم للوطن وتعلقهم الشديد بالفرق الوطني لكرة القدم'' الخضر'' وبلاعبيه. بدايتنا كانت من شارع ''ساحة أول ماي'' الساعة كانت تشير إلى ال 00,12 من منتصف النهار، التقينا بمجوعة من الشباب الذي خرج من العمل والدراسة لتناول وجبة الغداء والاستراحة وطرحنا عليهم سؤالنا التالي: أين تنوون متابعة مباريات كأس العالم 2010؟. وكانت إجاباتهم متشابهة كثيرا فيما بينها ولما لا فالعرس الكروي واحد والفرحة واحدة مونديال جنوب افريقا 2010 ومشاركة الفريق الوطني الجزائري به كممثل وحيد وشرعي للعرب. الياس 25 عاما طالب سنة الرابعة جامعي كلية '' الحقوق'' يقول: ليس بمقدوري شراء بطاقة فك التشفير لمتابعة كل مباريات كاس العالم عبر''قنوات الجزيرة''، لذلك سأكتفي بمشاهدة المباريات الخاصة بفريقنا الوطني والتي ستبث على التلفزيون الجزائري '' اليتيمة'' وبعض المباراة الأخرى، غير أني سأسعى لمشاهدة جلها عند أحد الأصدقاء الذي يملك بطاقة تشفير لمتابعة المونديال. عبد الحق شاب آخر طالب سنة ثالثة ثانوي تخصص علوم يقول: سأتابع مباريات كأس العالم ومباريات المنتخب الجزائري عبر ساتيليت ''تور'' الذي يتيح متابعة كل مباريات المونديال وليس فقط مباريات المنتخب الجزائري، ولكن إذا ظهرت عوائق سأضطر لمشاهدة المباريات عن طريق ''الأنالوجيك'' في القناة '' فرانس ''2 و''6 M''، وقد أقتني بطاقة فك التشفير لمتابعة كافة المباريات. ثم توجهنا في حدود الساعة 00,14 زوالا إلى المنطقة الشعبية باب الواد، أين التقينا ب : محمد 35 سنة تاجر بباب الواد: سأشاهد كل مباريات كأس العالم عبر قناة ''الجزيرة الرياضية''، وقد اشتريت بطاقة فك التشفير منذ أيام لمشاهدة مبارايات كأس العالم، وأنا مستعد لشرائها حتى وان ارتفع ثمنها، فالمهم عندي مشاهدة كل الفرق المشاركة في المونديال وقبل هذا مشاهدة منتخب بلادي، فانا مولع بكرة القدم وبنجوم الخضر. جمال عون أمن 30 سنة يقول : سأشتري بطاقة فك التشفير قصد متابعة كل مباريات المونديال عبر قناة ''الجزيرة الرياضية ''، حيث أن متابعة المباريات في هذه القناة هوالأحسن والأفضل من مشاهدتها في التلفزيون الجزائري الذي لا نعلم إن كان سيبثها أم لا، وحتى وإن بثها، سيبث المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني فقط، وأنا أريد مشاهدة كافة المباريات لأهمية الحدث. وليد 25 سنة بطال، ليس بإمكاني شراء بطاقة فك التشفيرة لذلك سأضطر إلى متابعة مباراة الفريق الوطني عبر التلفزيون الجزائري وبعض المباريات التي تقول بشأنها أنها قامت بشرائها من أجل تمكين المواطنين الجزائريين دون استثناء '' شباب، كهول، نساء، شيوخ، أطفال'' متابعة أداء فريقهم الوطني المحبوب. إجماع على مشاهدة '' الخضر'' عبر''اليتيمة'' والقنوات المشفرة ومع بدء العد التنازلي للحدث الكروي العالمي كأس العالم الذي سيقام بجنوب إفريقيا، معظم الجزائريين يتوقون للحظة الانطلاق الرسمي لمونديال 2010 الذي تشارك فيه الجزائر للمرة الثالثة بعد غياب دام 24 عاما وللمرة الأولى بجنوب إفريقيا ''جوهانزبورغ''، وكلهم عزيمة وإصرار على مشاهدة منتخبنا الوطني مهما كلفهم الثمن سواء عبر اقتناء بطاقة فك التشفيرة الخاصة بقنوات '' الجزيرة الرياضية'' أوعن طريق مشاهدتها عبر التلفزيون الجزائري '' اليتيمة''، أوأي طريقة أخرى، فالمهم عندهم الاطلاع على أخبار ''لاعبي الخضر'' ومتابعة منافساتهم وأدائهم في المونديال، لاسيما وان القرعة وقعتهم في مجموعة ليست سهلة ولا هينة على الإطلاق، حيث تضم كلا من منتخبات '' أمريكا، الإنجليز وسلوفانيا''. أثناء خروجنا للشارع الجزائري سجلنا حماسة شديدة وسط الجماهير الجزائرية المولعة بالفريق الوطني وكرة القدم، فمعظم أحاديثهم تدورحول''الكرة، الخضرومشاركتهم بمونديال 2010 ''، فالأسئلة والاستفسارات بين الشباب تدور في نطاق واحد، ياخووين راح تشوف ليماتش؟. وبدت نواياهم كلها تصب في اتجاه واحد، وهومشاهدة منتخبنا الوطني سواء عبر''اليتيمة'' أوبواسطة اقتناء بطاقة فك التشفير، والكل حسب مقدراته المالية والمادية، ومنهم من سيتابع مجريات المباراة في القنوات الأجنبية عبر الأقمار الصناعية، ويرجع ذلك إلى ولوع الأشخاص برياضة كرة القدم ونجومها وبالمنتخب الوطني ''الخضر'' ولاعبيه، ومدى حماسهم على متابعتهم عبر القنوات التي توفر التغطية الرفيعة المستوى وكواليس المونديال وأخبار اللاعبين والمنتخبات. ..ومنهم من فضل مشاهدتها بالمقاهي رفقة الأصحاب حماسة عشاق المنتخب الوطني لكرة القدم ولاعبيه'' الخضر''، جعلت الكثير ممن لا يستطيعون التنقل إلى ''جوهانزبورغ'' يفكرون في الذهاب يوم انطلاق مباراة '' الخضر'' ضد منافسيهم ''سلوفانيا، أمريكا، الانجليز'' إلى المقاهي الشعبية المنتشرة انتشار الفطريات على مستوى التراب الوطني، من أجل التشجيع جماعيا ومؤازرة ومساندة المنتخب، حتى تكون نكهة خاصة بطعم حلو، فكما قال الشاب فريد 23 سنة ''المشاهدة تحلومع الأصدقاء في المقاهي، حيث يكون جهاز التلفزيون مرتفع الصوت، بذلك نشعر وكأننا نعيش أجواء الملاعب''، ووافقه القول صديقه حسان ''الذي تحسر لعدم تمكنه من الذهاب رفقة مناصري الخضر لجنوب افريقا، لإمكاناته المادية المحدودة، غير أنه قال ''بالدم بالروح نفديك يا فريق''، فحتى لولم نستطع التحليق في سماء جنوب افريقا فلا أحد يمكنه منعي من تشجيع الخضر وبكل حماس هتف قائلا '' 3 2 1 فيفا لا لجيري''. إلى جانب هؤلاء فئة أخرى من محبي الفريق الوطني، هي فئة المغتربين الذين قرروا العودة إلى أرض الوطن خصيصا حتى لا يفوتوا الأجواء التي تسبق وتلي مباريات الفريق الوطني، لاسيما الذين لم يقوموا بزيارة البلد منذ مدة طويلة، حيث يفكرون هذه السنة جديا في إمضاء عطلهم فيها، حتى وإن اكتفوا بمشاهدة اللاعبين على شاشة التلفاز، فالمهم عندهم أن لا يفوتوا الفرجة التي سيصنعها اللاعبون في جنوب إفريقيا والمواطنون في الشوارع والمدن الجزائرية، حسبما أخبرتنا بذلك المغتربة سعيدة التي قالت ''أتوق كثيرا لهذه الأجواء الرياضية التي وحدت الشعب الجزائري بعد تأهل الخضر على حساب مصر في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس إفريقيا''، كما أضافت '' منذ ما يفوق ال 5 سنوات لم أزر البلاد، وهذه المرة قررت أن أمكث بها 3 شهور، ومن خلالها يمكنني متابعة المباريات، قضاء الصيف وشهر رمضان المعظم، وأكون بذلك قد اصطدت عصفورين بحجر واحد''، عن طريق اتصال هاتفي . ومن القرارات التي اتخذها البعض الآخر كذلك، إلغاء بعض المواعيد التي يكونوا قد اعتادوا عليها لسنوات مثل السفر لإمضاء العطل في بعض البلدان، خاصّة وأن الجزائريين يتوقون لمشاهدة المونديال إما في جنوب إفريقيا حيث ستجرى، فسيعيشون بذلك مع الفريق الوطني، يساندونه ويؤازرونه لتحقيق نتائج إيجابية ويكونون أوّل المحتفلين بها، أوالبقاء في الجزائر ومشاركة الشعب الأجواء التي سيصنعها قبل وأثناء وبعد كل مباراة، وهي الأجواء التي لن يستطيعوا معايشتها في أي بلد آخر، وبطبيعة الحال ستكون هذه الصائفة استثنائية فثلاث أحداث مهمة تجعل من الموسم الصيفي لهذه السنة 2010 يصنع الحدث في الجزائر. ن. س