الساعات الأولى من نهار أمس.. كل عقول وقلوب الجزائريين مشدودة إلى جنوب إفريقيا وبالتحديد إلى ملعب ''موكابا '' الذي يجمع أولى مقابلات الفريق الوطني الجزائري ضد نظيره السلوفيني ... دقائق معدوداتكانت تفصلنا عن بدء المباراة حيث خيم على معظم شوارع العاصمة هدوء نسبيا، الكل مجتمع في المقاهي المكان الذي اختاره العاصميون لمشاهدة لقاء الحسم. ''الحوار'' تنقلت في مختلف شوارع العاصمة منذ الساعات الأولى لنهار أمس لتنقل لكم الأجواء التي سبقت المباراة. المقاهي الجزائرية تفتح أبوابها والأنصار يحجزون المقاعد المقاهي هي أول محطة توقفت عندها الحوار وهي تجري هذا الروبورتاج باعتبارها القطب الأول الذي جمع بين مختلف شرائح المجتمع لمشاهدة مباراة الحسم بين الفريق الوطني والفريق السلوفيني. حيث قام أصحاب مختلف المقاهي بتزويد محلاتهم بأجهزة تلفاز من أجل متابعة المباراة وتمكين الناس ممن لم يسعفهم الحظ في الالتحاق ببيوتهم لمشاهدة المباراة، وفي هذا السياق أكد لنا ''ك.ل'' صاحب أحد المقاهي بديدوش مراد ''فضلت أن أجلب تلفازي الخاص من المنزل من أجل أن يتمكن معظم الناس من مشاهدة المباراة وهي طريقتي الخاصة لمساندة الخضر في جماعة، لأن حرارة المشاهدة في جماعة تختلف عن المشاهدة الفردية وتزيد من حماسنا ومن متعة مشاهدة المقابلة. من جهته قال صاحب مقهى ساحة الأمير عبد القادر ''ب .ر'' بالعاصمة ''فضلت تزويد محلي بجهاز تلفزيون لكي أتابع المباراة وأعمل في نفس الوقت''. ساحة الشهداء خاوية على عروشها واصلنا تجوالنا عبر شوارع العاصمة لنتوقف هذه المرة عند السوق الشعبي المعروف لدى أغلبية الجزائريين ب''ساحة الشهداء''، حيث تفاجأنا ببرودة وسكون هذا المكان المعروف عادة بالحركة والضجيج، حركة السكان، الباعة والمشترين، غير أن ساحة الشهداء أمس كانت خاوية على عروشها، فجل المحلات مغلقة وأغلب باعة الأرصفة والمارة شبه غائبين، اعتقدنا أن الوقت مازال مبكرا، لكن عندما سألنا أصحاب المحلات القليلة التي بقيت مفتوحة أكدوا لنا أهمية هذا اليوم ''يوم مصيري الجزائر في المونديال فالكل منهمك في الحدث''. الفريق الوطني فوق كل اعتبار وفوزه هو ربح لنا ونحن نواصل السير باتجاه شارع العربي بن مهيدي انتابنا خوف كبير ونحن نشاهد فوجا من الشباب يهرول بسرعة البرق، حيث ظننا بأن طارئا أمنيا ما قد حدث، ولتحري الأمر اقتربنا من هؤلاء الشباب فإذا بنا نسمع الأصوات تتعالى ''اقترب الوقت ... يجب أن نذهب'' لنكتشف بعدها أن هذه الضجة نتيجة اقتراب وقت المقابلة التي أراد الكثير متابعتها كاملة دون نقصان. الأمن الوطني عين على المواطن وقلب على المباراة لعل ما شد انتباهنا أثناء جولتنا هم أعوان الأمن الذين كانوا منتشرين بكثرة في كل مكان، ورغم أن علامات الإحباط كانت بادية على وجوههم لأنهم لم يتمكنوا من مشاهدة المباراة إلا أنهم بادرونا بالقول ''الشرطة في خدمة الشعب لكن للفريق الوطني حق علينا''، مما جعل كل عون أمن يفكر في طريقة تمكنه من مشاهدة اللقاء وابتكر كل واحد منهم طريقة خاصة لمعرفة نتيجة المباراة، فهذا جلب معه مذياعا لمتابعة مجريات المباراة ليقاطعه رفيقه قائلا ''أنا سأشاهد المباراة مهما كان الأمر وسأذهب لأحد المقاهي لا أستطيع أن أمنع نفسي من متابعة لقاء الخضر''. العاصمة تحتضن رالي السيارات ومع بداية العد التنازلي من عمر مباراة الجزائر سلوفينيا تحولت شوارع العاصمة لما يشبه سباق السيارات، حيث اكتظت بعض الشوارع بالسيارات أصحابها غادروا أماكن العمل بغية متابعة المباراة. ..ومحلات الأكل تدخل السباق محلات الأكل لم تغلق أبوابها لكنها قررت هي الأخرى اصطحاب أجهزة التلفاز لمتابعة مباراة الفريق الوطني ونظيره السلوفيني.