بدت شوارع العاصمة والمدن والقرى أمس، خالية من المارين، ومقاهي ومطاعم مملوءة عن آخرها ونشاط تجاري شبه مشلول، وأنظار مشدودة نحو شاشات التلفزيون لمشاهدة تألق زملاء زياني في المغامرة المونديالية للمرة الثالثة بعد غياب دام 24 سنة، وعلى غير العادة اختفت الاحتفالات التي كانت تسبق في كل مرة مقابلات الخضر. قبيل وبعد انطلاق صفارة انطلاق المقابلة المونديالية الأولى للمنتخب الجزائري أمام نظيره السلوفيني بعد غياب دام 24 سنة أمس، بدت شوارع العاصمة خالية عن عروشها من حركة المرور على غرار بقية المدن والقرى الجزائرية، مقاهي ومطاعم مملوءة عن آخرها بالمتفرجين، وأعين متوجهة بحيرة وترقب لشاشات التلفزيون، تنتظر مشاهدة أداء مشرف لكتيبة الناخب الوطني رابح سعدان، خاصة أنهم الممثل الوحيد للعرب والدول الإسلامية بما يفرض عليهم ضغطا من جهة، وتحفيزا لتقديم مباراة في القمة مع عمالقة العالم في كرة القدم من جهة أخرى. »نشاط تجاري مشلول، مقاهي ومطاعم مملوءة عن آخرها« هناك من عمال الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة من حالفهم الحظ بعد أن منحتهم مؤسساتهم عطلة خاصة لمشاهدة مقابلة الخضر بسبب برمجتها منتصف نهار أمس، على غرار ما قامت به كل من شركة سوناكوم لصناعة السيارات، وشركة أوراسكوم للبناء والإنشاء وكذا متعاملا الهاتف النقال نجمة، وجيزي، أما من بقي منهم فاضطروا أن يتابعوا المقابلة في مكاتبهم وحتى منهم من استعان بأجهزة الراديو لسماع الصوت أحسن من لا شيء، والبعض الأخر أعاب على السلطات الجزائرية لعدم تخصيصها يوم عطلة لكل مقابلات الخضر، أما أصحاب الأنشطة التجارية الحرة فحدّث ولا حرج، محلات تجارية مغلقة وتجمعات شبانية أمام شاشات البلازما التي تشارك بعض المواطنين في شرائها، تهتف بالخضر وتنتظر انطلاق المباراة التاريخية، فكما الصغير كان الكبير، الترقب سيد الموقف وصمت رهيب خيم قبيل إطلاق صفارة الحكم، ورغم أن الأطباء وجهوا ندائهم لمرضى الضغط الدموي والسكري بتفادي مشاهدة المباريات تفاديا لأي تعقيد، ونصحوا المرضى بالنوم وقت المباريات تجنبا لأي طارئ، إلا أن ما لمسناه أن هذه الفئة كانت السباقة في مشاهدة المباراة أمس في المقاهي والأماكن العامة التي وضعت فيها شاشات عملاقة من أجل ذلك من طرف السلطات البلدية،ما لمسناه وعلى غير العادة أن الشوارع كانت خالية من هتافات الجماهير وكذا عدم إطلاق العنان لأبواق السيارات إلا حالات شاذة فقط هنا وهناك، مقارنة بما شهدناه أيام التصفيات المؤهلة للمونديال، خاصة المقابلات التي جمعت منتخبنا الوطني مع نظيره المصري، بما يعكس حالت الترقب والتخوف التي وجد فيها المواطن الجزائري نفسه فيها بعد الأداء المتذبذب لمنتخبنا الوطني سواء في المقابلات الودية أو الرسمية، ولكن ما لا حظناه أيضا أن الرايات الوطنية بقيت راكنة على أسطح العمارات وكذا الشرفات، وحتى الشوارع حملت رايات ضخمة على غرار ما شهدناه في تصفيات المونديال بما يؤكد مرة أخرى وللمرة الألف تعلق المناصرين بمنتخبهم الجزائري، ومؤازرتهم إلى آخر خطوة في رحلته المونديالية سواء أثناء الهزيمة أو الانتصار، ولكن المهم الأداء المشرف واللعب النظيف.