تلقت القاعدة ضربات موجعة خلال الشهر الماضي من خلال فقدان عمودين من أعمدتها، ويتعلق الأمر ب الأمير أبو العباس واسمه الحقيقي تواتي عثمان والذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة الشرعية للتنظيم وعضو مجلس قيادة تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب) الذي سلم نفسه يوم 25 ماي الماضي إلى السلطات الأمنية . إلى جانب القضاء على الرجل الثالث في قيادة القاعدة الشيخ سعد المصري المعروف أيضا باسم مصطفى أبو اليزيد قتل الشهر الماضي في هجوم في وزيرستان الشمالية بباكستان وهي معقل للقاعدة وحلفائها. وهذا بعد أن أطلقت طائرة أمريكية بلا طيار صاروخين على المنطقة الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم أبو اليزيد. و اعتبر مسؤولون أمريكيون أن هناك اقتناعا في واشنطن بوفاته ''لدينا أسباب قوية للاعتقاد بأن المصري قتل في الآونة الأخيرة في باكستان''. ومن المرجح أن تكون قد قتله وكالة المخابرات الأمريكية في غارة في المناطق الريفية في باكستان، والتي يمكن أن تمثل ردا على مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية وقعت في ديسمبر الماضي. واعتبرت المخابرات الأمريكية أن القاعدة بفقدانها لهذين الرجلين قد تخللهما زلزال في صفوفها مما يسمح بمحاولة تطويق أنشطتها. ووفقا للجيش الأمريكي ، فإن إلقاء القبض على أبو اليزيد هو أهم نجاح يتحقق في مجال مكافحة الإرهاب في الأشهر الأخيرة ، وإن لم تكن حاسمة. وأظهرت كيف أن الحرس القديم من تنظيم القاعدة ، بما في ذلك أبو اليزيد كان عضوا قياديا ، قد ضعفت بشدة لصالح غيرها من المنظمات والتي هي الآن مقسمة بعد فقدان الأصل ، مع الاختلاف في منهجيات العمل. حسبها. وكانت السلطات الجزائرية قد نجحت في إقناع قيادي القاعدة بتسليم نفسه بفضل مساعدة زوجته التي توصلت إلى إقناعه بالتخلي عن العمل الإرهابي والعودة إلى عائلته''. وينحدر تواتي عثمان الملقب بأبي العباس من منطقة برج منايل بولاية بومرداس والتحق بالجماعات الإرهابية منذ 1993. وفي نفس اليوم 25 ماي الماضي سلم عنصر ثان من تنظيم القاعدة نفسه إلى السلطات الأمنية ويدعى قريق حسين عبد الحليم ويلقب عبد القادر للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية. أمير (مجموعة الفاروق) التابعة لتنظيم القاعدة منصوري احمد المدعو عبد الجبار كان قد سلم نفسه الى السلطات الجزائرية في 16 أفريل الماضي كما سلم إلى السلطات قطعا من الأسلحة كانت بحوزته إضافة إلى وثائق ومعلومات ثمينة''. واعتبرت السلطات أن توالي تسليم قيادات في التنظيم الإرهابي نفسها إلى السلطات يعكس تشتت وانهزام الجماعات التي أضحت في وضع الفرار.