كشفت مصادر عليمة ل ''الحوار'' أن وزارة التربية الوطنية ستتخذ هذه المرة إجراءات عقابية صارمة ضد مديري المتوسطات الذين سجلوا نتائج ضعيفة خلال هذا الموسم الدراسي. وأفادت ذات المصادر أن السنة الماضية كانت قد أعطت لمديري المؤسسات التربوية إنذارات لأنهم سجلوا نتائج تبعث على القلق بالنسبة لمستوى التحصيل العلمي، ملفتة إلى أن هذه المرة قررت الوزارة الوصية تسليط عقوبات صارمة ضد مديري المتوسطات بناء على النتائج المسجلة هذه السنة الدراسية. من جهتها زكت النقابات المستقلة للتربية الإجراءات العقابية التي ستتخذها الوزارة الوصية ضد المديرين الذين سجلوا نتائج سلبية، مؤكدة أن هذا الإجراء العقابي لا محالة سيردع بعض المديرين المهملين لمهامهم داخل مؤسساتهم وتدفعهم لأن يلتفتوا للعمل البيداغوجي والتربوي ويسعوا لتحقيق نتائج في المستوى كما وكيفا. وكشف الأمين العام لنقابة التربية عبد الكريم بوجناح ل ''الحوار'' عن تصرفات بعض المديرين المنشغلين بنشاطات تجارية أخرى خارج إطار إدارة المؤسسة التربوية، عابثين بمصلحة التلميذ وبمستقبله الدراسي، ما يستدعي، حسب محدثنا، تدخل الجهات الوصية وحملها على مراقبة المديرين إذا ما أرادت إنقاذ التلاميذ. ويختلف الأستاذ احسن طعيوج مفتش التعليم المتوسط مع الأمين العام لنقابة التربية، معتقدا أن اتخاذ وزارة التربية إجراءات عقابية ضد المديرين المسجلين نتائج سلبية في الموسم الدراسي غير مجدي ولن يؤتي ثماره على العكس فإنه لا محالة سيدفع المديرين على تضخيم النتائج لتجنيب أنفسهم من أي عقاب. وقال احسن طعيوج ل ''الحوار'': ''إن النتائج السلبية التي يحققها التلاميذ أو المؤسسة التربوية لا يتحملها المدير وحده بل تتحمل مسؤوليتها كل الأطراف ابتداء من الأسرة مرورا بالأستاذ وانتهاء بمدير المتوسطة''، ما يعني، حسبه، ''إن مسؤولية النتائج السلبية يتقاسمها الجميع ولا يجب أن تلصق إلا بالمدير وأن توجه له أصابع الاتهام وأن يبقى هو الواجهة التي تمسح فيها كل السلبيات''، مشيرا إلى أن الكثير من التلاميذ لا يتابعون من قبل أوليائهم وهذا لا يتحمله المدير أو الأستاذ. وخلص مفتش الإكمالي بالقول ''نحن لسنا ضد أي إجراء عقابي من شأنه أن يجعل المدير يستقيم في عملية أداء مهامه لأننا لا ننكر أنه من المديرين من لا يقومون بأدوارهم داخل مؤسساتهم التربوية لكن أرى أن تذهب الوزارة الوصية نحو اتخاذ الإجراءات العقابية الموضوعية التي من شأنها أن تحفز المدير على معالجة النتائج السلبية بطريقة علمية بيداغوجية تربوية لا أن تحفزه على تضخيم النقاط حتى يجنب نفسه من أي عقاب''.