من غير الممكن أن تطأ قدماك شاطئ الرغاية شرق العاصمة، دون أن تلاحقك المتاعب من كل حدب وصوب، هذا هو الواقع الذي يكشفه لك سكان المنطقة حتى قبل أن تصل إلى ساحل هذه البلدية الشرقية، والسبب غياب الأمن بالمنطقة، وتحديدا عبر هذا الشريط الساحلي الجميل وغير المؤهل للأسف الشديد لاستقبال المصطافين. بدافع الاكتشاف، تنقلنا إلى هناك لمعاينة وضعية هذا الشاطئ المصنف ''مسموح للسباحة''، والذي حسب ما شاهدنا يشكو من نقائص عديدة، يحتاج إليها المصطاف كضرورة قصوى، بغض النظر عن الأمن وراحة البال، فغياب النظافة، ومتاجر لبيع الأغذية الصحية والمحمية من حرارة الشمس الحارقة، وكذا غياب دورات للمياه وتبديل الملابس والاستحمام أثر سلبا على نوعية الخدمات المقدمة بهذا الشاطئ غير المؤمن. غير أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لك وأنت تأخذ وقتا للراحة على ذلك الشاطئ، هي التصرفات غير الأخلاقية لعدد من الشباب المتسكعين هناك، فضلا عن الاعتداء اللفظي الذي يمكن أن يلحقك والذي يصل حد الاعتداء الجسدي، كون أن هؤلاء المتسكعين من الشباب المراهقين، والذين غالبا ما يتحركون جماعات جماعات لاستعمال القوة تجاه كل من يرغبون في استفزازه والنيل منه، خاصة إن كان رفقة زوجته أو كان وحيدا منفردا. يقع هذا في ظل غياب مراكز للأمن الوطني على أطراف الساحل، وغياب وحدات رجال الدرك الوطني الذين يؤمنون المنطقة خلال كل موسم اصطياف، وقد تحدثنا إلى بعض السكان هناك أكدوا لنا أن تأخر رجال الدرك الوطني في النزول إلى الشاطئ من أجل تأمينه تسبب في انتشار جماعات الأشرار واللصوص وحتى مقترفي الرذيلة من شباب طائشين وأحيانا شابات يتعاطين المخدرات والكحول ويعبثن بالشاطئ دون رادع يوقفهم، ودون أدنى احترام للعائلات المحافظة التي ترغب في أخذ قسط من الراحة والاستجمام هناك. للإشارة فإن شاطئ الرغاية، أو الرغاية ''بيتش'' أو رغاية ''شط'' كما يحلو لسكان المنطقة تسميته يشهد مع انطلاق رسمي لكل موسم اصطياف تجند أعداد معتبرة من رجال ووحدات الدرك الوطني القادرة على تأمين المنطقة وحماية المصطافين من مخاطر اللصوص هناك، كما يبقى تدخل السلطات المحلية لبذل مجهودات إضافية خدمة للمصطافين أمرا جد ضروري.