لم يتردد مرتادو شواطئ تيبازة في وصفها ب''جنة فوق الأرض''، بفضل امتزاج صورة زرقة البحر المتوسطي بخضرة أوراق أشجار جبال تيبازة الغربية، الممتدة من جبل شنوة إلى غاية حدود جبال منطقة بني حواء بولاية الشلف• في زيارة قادتنا إلى شواطئ تيبازة لاحظنا تدفق الأفواج الأولى من المصطافين إلى شاطئ العقيد عباس بالدواودة وشاطئ شنوة في تيبازة، قدموا بالدرجة الأولى من ولايات البليدة والمدية والعاصمة وحتى من عين الدفلى• وتعد عطلة نهاية الأسبوع، التي تتزامن مع دخول موسم الاصطياف وارتفاع درجات الحرارة، فرصة مواتية للعائلات والأسر من أجل الهروب من ضغط المدينة الخانق، وحرارة الشمس الشديدة التي تميز هذه الولايات الداخلية، نحو ولاية تيبازة بحثا عن الهدوء والسكينة، والاستجمام الذي يجدونه على أطراف الشريط الساحلي الذي يضم 8 بلديات• ففي شاطئ ''شنوة'' الممتد على طول كيلومترين والواقع غرب بلدية تيبازة، لفت انتباهنا قيام العشرات من الشباب بحملة تنظيف واسعة لهذا الشاطئ الذي يستقطب سنويا الآلاف من الزوار، وذلك بالتنسيق مع مصالح البلدية وشركة سونلغاز في إطار برنامجها الخاص بحماية البيئة وكذا مع المجتمع المدني، حيث ساهم هؤلاء الشباب في جمع النفايات وفرزها وتطهير أطراف الشاطئ من مخلفات بعض المصطافين كالأكياس البلاستيكية والقارورات• وتأتي هذه العملية حسب ما علم من مصادر ولائية كتكملة للمجهودات التي تبذلها السلطات العمومية في هذا الشأن، إذ رصدت ما قيمته 80 مليون دج للتحضير لموسم الاصطياف خصصت لإعادة تهيئة 44 شاطئا مسموحا للسباحة من أصل 57 شاطئ• ومن المنتظر- تضيف المصادر- أن يتعدى عدد المصطافين سقف 30 مليون مصطاف وهو ما سيعود بالإيجاب على الولاية، حيث ستنتعش الحركية الاقتصادية والتجارية بالبلديات الساحلية تحديدا والمؤسسات السياحية المختلفة كالفنادق، المخيمات العائلية ومراكز العطل والترفيه، كما سيتم توفير 5023 منصب شغل موسمي• وبشاطئ العقيد عباس ببلدية دواودة، توافدت أعداد هائلة من العائلات التي فضلت أن تقضي عطلة نهاية الأسبوع بهذا الشاطئ الذي يحتوي على عدة فنادق من الحجم الصغير، ومرافق سياحية وترفيهية أخرى• إلا أن المظاهر السلبية التي يشهدها هذا الشاطئ لا تزال تواصل تمظهرها دون حسيب أو رقيب، فمن غير المستبعد أن تقع عيناك بهذا الموقع على أفراد يتناولون المسكرات والخمور جهارا نهارا هنا، وآخرين يتعاطون المخدرات هناك، وهنالك تلمح الفحشاء على مشارف الخيم المنصوبة بالشاطئ، ومظاهر أخرى تشوه سمعة هذه البقعة السياحية الهامة، وأسفرت عن بروز عدة عمليات انتقامية وأفعال إجرامية يذهب ضحيتها أولئك الذين لا يتقنون فنيات الإفلات من ''قنّاصي'' العابرين للطريق المحاذي لأوكار الإجرام و الرذيلة، وقد تتطور الأمور أحيانا، لتصل إلى درجة مفارقة الحياة عن طريق التصفية الجسدية•