أظهرت نتائج تحقيق تابع للكونغرس الأمريكي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدفع عن غير قصد عشرات ملايين الدولارات لشبكة من أمراء الحرب في أرجاء أفغانستان، لضمان أمن مرور قوافل إمدادات حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' في البلاد، وأن هذه الأموال تجد طريقها إلى حركة ''طالبان'' كي لا تنفذ هجمات ضد القوافل. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن التحقيق الذي بدأته لجنة أمنية فرعية تابعة لمجلس النواب السنة الفائتة وجد أن الأموال التي تعطى لأمراء الحرب في أفغانستان تتخطى مسألة تأمين حماية ذات شكل مافياوي للقوافل، حيث تتعرض قوافل ''الناتو'' التي ترفض أن تدفع لهؤلاء إلى هجمات. وقد كشفت اللجنة التي يقودها النائب الديمقراطي عن ماساشوستس، جون تيرني، أن تلك الأموال الأمريكية تجد لها طريقاً إلى حركة ''طلبان''، حيث أخبر مشرفون على شركات نقل البضائع المحققين اعتقادهم بأن المسلحين الذين عينوهم لمرافقة القوافل قدموا الرشى لحركة ''طالبان'' لئلا تشن الهجمات. وذكر المحققون في تقريرهم الذي تألف من 79 صفحة، والذي تتم مناقشة نتائجه اليوم من قبل اللجنة، أن أمراء الحرب هؤلاء الذين تصلهم الأموال الأمريكية، يقوّضون مسألة قيام الحكومة الأفغانية الشرعية التي يسعى الجنود الأمريكيون لبنائها، وسيشكلون على الأرجح تهديداً لهذه الحكومة لدى انسحاب القوات الأمريكية و''الناتو'' من البلاد، وذكرت وسائل الإعلام أن مصدر هذه الأموال هو عقد قيمته 1 ,2 مليار دولار يدفع من خلاله لنقل الطعام والإمدادات لحوالي 200 قاعدة أمريكية في أفغانستان. من جهة أخرى سخر الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الدولية في أفغانستان، من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وقال انه شعر ب''الخيانة'' من قبل السفير الأمريكي في كابول، حسب نقلت عنه مجلة ''رولينغ ستون''، وظهرت التوترات إلى العلن بين الجنرال ماكريستال والبيت الأبيض في هذا المقال الذي نشر الاثنين، وحسب الأقوال التي نشرت في المقال، فقد سخر الجنرال ماكريستال من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن المعروف عنه انه يشكك بإستراتيجيته في أفغانستان، وتساءل ماكريستال وهو يبتسم ''تريدون طرح أسئلة علي حول جو بايدن؟ مضيفا ''من هو هذا؟'' وقال أيضا انه شعر ب''الخيانة'' من قبل السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبري العام الماضي خلال نقاش في البيت الأبيض حول الإستراتيجية في أفغانستان، وتطرق المقال أيضا إلى النزاعات التي ظهرت بين الجيش والبيت الأبيض في الخريف الماضي عندما كان الرئيس باراك اوباما يدرس قراره حول ارسال تعزيزات إلى أفغانستان كما طالب الجنرال ماكريستال، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي قد منحه قسما كبيرا مما طلبه، قال الجنرال ماكريستال ان تلك الفترة كانت ''مضنية''، وأضاف احد مستشاري ماكريستال مفضلا عدم الكشف عن هويته ان الجنرال لم يكون انطباعا جيدا من لقاء مع اوباما في البيت الأبيض بعد ان عينه على رأس العمليات في أفغانستان، ميدانيا أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان ''ايساف'' التابعة للحلف الأطلسي في حصيلة جديدة ان عشرة من جنود الحلف اغلبهم من الأمريكيين قتلوا في حوادث متفرقة في أفغانستان.