توالت ضربات طالبان على قوات الناتو، مكبدة إياها خسائر كبيرة، حيث كانت آخرها، مقتل 10 من جنود حلف شمال الأطلسي أغلبهم من الأمريكيين، في حصيلة جديدة تعد الأثقل، أعلنتها القوات الدولية "إيساف" أمس. ليصل بذلك عدد قتلى جنود الاحتلال الأجنبي منذ مطلع 2010 في أفغانستان إلى 284 ، يحدث ذلك. في ظل تغيير الإدارة الأمريكية لاستراتيجية الحرب وبذلها جهودا حربية كبيرة في سبيل استئصال طالبان التي أضحت أكبر تحدي عسكري يواجه القوات الأمريكية، بحسب اعترافات كبار القيادات العسكرية في الناتو، لتفند بذلك طالبان تصريحات الناتوالذي وعد بالفوز. ورغم تغيير قوات الناتوخطة الحرب ضد الحركة ومضاعفة عدد الجنود والامدادات العسكرية، الا أن حركة طالبان كبدت الحلف خسائر فادحة، لا سيما وأن الحركة تنفذ هجماتها في الوقت والمكان المناسبين، ولعل أقوى هجوم نفذته الحركة كان استهداف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية "باغرام" مع الارتفاع المطرد لعدد القتلى من الجنود الأمريكيين في أفغانستان،والذي يُتوقع أن يتجاوز عدد قتلى الحرب في إدارة أوباما ما كان عليه عددهم حتى نهاية إدارة بوش السابقة. إلى جانب أمطار قاعدة قندهار بوابل من الصواريخ في عملية تضاربت الأنباء حول قتلاها وجرحاها. وهي العملية التي تبنتها حركة طالبان الشهر الماضي، على أكبر قاعدة لحلف شمال الأطلسي في جنوبأفغانستان، يعد الثالث الذي يستهدف القوة الدولية خلال أسبوع، لتأكيد تصميمها على مواجهة النار بالنار. ودون مفاوضات. إن تصاعد هجمات طالبان ضد قوات الناتو، التي جاءت لاحتلال أفغانستان، تحت مظلة "مكافحة الإرهاب " أربك قوات الحلف وأخلط أوراقه، الأمر الذي يوضح جليا أن الحرب التي أعلنها الناتو بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، تحت ما يسمى بمكافحة الإرهاب في أفغانستان، بدأت تقترب أكثر من ذي قبل من نهايتها، لا سيما في ظل اعترافات كبار القادة العسكرين، بأن هذه الحرب التي كلفت الكثير من الصعب كسبها. القائد العسكري البريطاني "البريغادير مارك كارلتون سميث"، اعترف في تصريحات له لإحدى الصحف البريطانية، والتي قال فيها أن الحرب ضد حركة طالبان لا يمكن الانتصار فيها لأن الوقت لم يعد وقت انتصارات وإنما مفاوضات مع حركة طالبان، التي ترفض إجراء مفاوضات مع كل من حكومة كرزاي والإدارة الأمريكية،.فيما اعترف أيضا وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، بأن الهجوم الذي تشنه القوات الدولية على طالبان في أفغانستان "صعب" ويترافق مع "خسائر كبيرة" في الأرواح، موضحا أن الحرب على طالبان، أضحت صعبة وكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية تفكر مليا في طريقة للخروج من المأزق الأفغاني الذي وقعت فيه.