يواصل تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي ممن لم يسعفهم الحظ في تجاوز الامتحان في دورته الأولى، التحضير لهذا الموعد المصيري الذي سيجرى في 24من شهر جوان الجاري. ويعلق الكثير من أولياء التلاميذ آمالهم على مجهودات الأساتذة في هذه الفترة لتمكين التلاميذ من فهم ما غاب عنهم في المرحلة الأولى رغم تزامن التحضير مع المونديال الذي سلب عقول الصغار والكبار على السواء. غلبت أجواء الاحتفال والترقب التي طبعت يوميات الجزائريين المتابعين لمباريات الفريق الوطني على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم، خاصة الأطفال منهم، على أجواء التحضير لامتحانات أو انتظار النتائج النهائية. أجواء لم تخل من متابعة أخبار الفريق الوطني خاصة للتلاميذ الذين رسبوا في امتحان السنة الخامسة ابتدائي والذين يحضرون هذه الأيام للدورة الثانية للامتحان نهاية الشهر الجاري. ورغم مصيرية الامتحان إلا أن التلاميذ تشتت انتباههم بين متابعة أخبار الفريق الوطني ونتائجه او متابعة ما تبقى من دروسهم لاجتياز الامتحان على أحسن وجه. وعلى امتداد أسبوعين من التحضير للامتحان النهائي والدورة الثانية يصر الاطفال على مشاهدة المباريات إصرارا لم يستطع أولياؤهم إيقافه. فيستحيل، حسب رأي الكثير منهم، منع تلميذ من مشاهدة مباريات الفريق الوطني حتى وإن كان الامتحان في اليوم الموالي وهي الحقيقة التي وقفت عليها الكثير من الأمهات اللاتي تمنين لو كان الامتحان قبل المونديال أو بعده خاصة أن المباريات الأخرى المثيرة للفرق العالمية أصبحت هي الأخرى تستقطب الكثير من الأطفال لمتابعة مجرياتها. أجسامهم في القسم وقلوبهم في المونديال اختلفت آراء المعلمين الذين يقدمون دروس الدعم لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي حول مشاهدة التلاميذ للمباريات في فترة المراجعة والتحضير، حيث يقول السيد ''سعيد مصطفاي'' معلم ابتدائي أنه يستحيل منع الاطفال من متابعة أخبار الفريق الوطني خاصة في هذه الفترة التي عرفت استرجاع الفريق لأمجاده وتحقيقه لنتائج إيجابية ومهمة على الصعيدين العربي والعالمي، حيث يمكنك متابعة أخبار الفريق على لسان التلاميذ والكثير منهم يعلم الشاردة والواردة والصغيرة والكبيرة في الفريق. كما أن العديد منهم يملك لاعبا مفضلا يسمى باسمه ويقتدي به وأغلب نقاشاتهم لا تخرج عن المجال الرياضي فأجسام الكثير منهم في القسم وعقولهم وقلوبهم في جنوب إفريقيا مع المنتخب الوطني، وقد وجد الكثير من الأساتذة صعوبة كبيرة في لفت انتباه الاطفال وإعادة تركيزهم الى الدروس خاصة أن شريحة واسعة منهم تعاني من صعوبات في فهم الدروس، ما يستلزم إعطاء دروس مكثفة وبتركيز عالٍ وهو ما نفتقده في مثل هذه الأجواء. ولم يختلف راي السيد مصطفاي عن باقي المعلمين او أولياء التلاميذ الذين وجدوا ان المونديال اثر بشكل كبير على تحضير أبنائهم، وهو ما لاحظناه على ملامح إحدى السيدات التي أخفق ابنها في اجتياز الامتحان الأول بسبب عدم تركيزه في الدراسة وانشغاله طول الوقت في ممارسة كرة القدم ومتابعة أخبار الفريق الوطني وقد كانت متأكدة منذ البداية ان ابنها لن ينجح في الدور الأول، وهي الآن تمني نفسها بأمل إعادة الامتحان في الدورة الثانية وان يحقق ما عجز عنه في الامتحان السابق. وتؤكد هذه السيدة أن تزامن المونديال مع الامتحان في دورته الثانية زاد من التأثير السلبي على نتائج ولدها الذي لا يفارق التلفزيون إلا للالتحاق بالمدرسة وبعدها يعود الى القنوات الرياضية مرة أخرى. س. ح