تزامنا مع موسم الاصطياف وجد العديد من الشّباب العاطل عن العمل فرصته الذهبية لكسب بعض المال الذي يُعينهم في حياتهم اليومية، وذلك من خلال استغلال الحركة الكثيفة للمصطافين الذين يترددون على مختلف شواطئ الساحل الجزائري، فيعمل هؤلاء الشباب على تقديم الخدمات السريعة الاستهلاك والكثيفة الإقبال والعمل على حراسة السيارات من خلال المواقف المحروسة واستئجار الشمسيات والكراسي للمترددين على الشاطئ. هذه الظّاهرة لفتت انتباهنا فكان هذا الاستطلاع. إلهام بوثلجي سمحت الإمكانيات للعديد من العائلات الجزائرية بأخذ قسط من الراحة والترفيه بعد مجهود عام كامل من العمل من خلال التوجّه للشاطئ والمتنزهات للاستمتاع بالجو المنعش بعيدا عن لفحات الشمس الحارقة في حين لم يتمكن العديد من الشّبّان من الاستمتاع بعطلتهم بل وجدوا فيها فرصة سانحة للاسترزاق وكسب بعض المال الذي يعينهم في مجابهة متطلبات الحياة اليومية. حراسة السيارات تعرف رواجا كبيرا لدى الشباب انتشرت مواقف السيارات العشوائية بالمحاذاة من الشواطئ والمحلات الكبرى بالمدن، هاته الأخيرة التي يستغلها الشباب كمصادر للرزق حيث يعملون على خدمة الزبائن من خلال حراسة سياراتهم مقابل ثمن يتراوح ما بين 30 و50 دج، هذا ما أكده لنا سمير الذي يعمل مع ثلة من أصحابه في موقف سيارات بالقرب من محلات مدينة اسطاوالي التي تشهد إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات الجزائرية هذا ما يجعله يربح ما يقارب 1000دج في اليوم. ويضيف بأنّ العمل يكثر نهاية الأسبوع لأنّ الإقبال من طرف العائلات يكون بكثرة. ورغم كون هذه المواقف غير القانونية وغير المرخصة من قبل الدولة إلاّ أنّ جل الزبائن أجمعوا على أنّهم تعوّدوا على هاته الخدمات ويشعرون بارتياح كبير عندما يجدون من يحرس لهم سياراتهم. تأجير الشمسيّات ب 200 دينار تعر ف الشواطئ الجزائرية على اختلافها حركة كثيفة للشباب الذين يعملون على تأجير الشمسيات والكراسي للعائلات التي تقصد الشواطئ ، هذا ما لاحظناه بشاطئ سيدي فرج الذي يتميز بإقبال كبير للمصطافين من مختلف أرجاء الوطن، حيث احتكر بعض الشباب مساحات كبيرة من الشّاطئ ليمارسوا فيها مهنتهم الحرة المتمثلة في تأجير الشمسيات والكراسي للمرتادين على الشاطئ بثمن لا يتعدى 200دج للشمسية و300دج للكرسي الواحد، وهو ثمن لا بأس به لكسب بعض النقود، ولكنّ بعض المصطافين الذين التقيناهم بعين المكان يعتبرون هذه الخدمة جيدة، إلا أنها باهظة الثمن نوعا ما خاصة إذا كانت الأسرة كثيرة العدد، هذا ما استفسرنا عنه محمد الذي يمتهن هذا العمل، فرد بأنه لا يحددّ هذا الثمن وحده وأنّه يقوم بكراء هذه المساحة من المصالح المعنية بثمن يصل إلى 18 ألف دج في الشهر، وهو ثمن باهض أكثر من الثمن الذي نتقاضاه لقاء تأجير الشمسيات، ويضيف بأننا نجري وراء الخبزة ونحاول استغلال هذا الموسم للاسترزاق. المصطافون يستهويهم الشاي الصحراوي وبعيدا عن تأجير الشمسيّات وجد مختار وهو شاب من الجنوب الجزائري جاء ليقضي عطلته الصيفية عند أخيه بتيبازة فرصة للعمل وكسب بعض النقود من خلال تحضير الشاي الصحراوي وبيعه للمصطافين بشاطئ العقيد عباس، حيث يقول بأنه يجني ما يقارب 2000دج يوميا ببيعه للشاي الذي ينال إعجاب المصطافين ويفضلونه عن الشاي المحضر في المقاهي. وعن عطلته يخبرنا بأنه يحاول استغلالها في العمل لادخار بعض المال الذي يعينه في إكمال دراسته بالجامعة وهو يقوم بهذا العمل كل صائفة و النّاس كلّهم يحبّون خدماته.