صفعها أم لم يصفعها، صفعته أم ضربته بالمسجل، ضربها أم ''مرمدته''، شتمها أم سبقت هي الأولى لشتمه، ''ترجل '' عليها أم ربما هي من ''ترجلت''، ماذا قال لها، وماذا ردت عليه، و.. و... أسئلة وتفاهات لا تزال تتصدر أخبار الرياضة عندنا، وبالتحديد أخبار النجم غير المتوقع، صانع أمجاد المولودية ''أيامات زمان'' الشيخ رفيق صايفي.. ونتساءل ألهذه الدرجة خرجت عجلاتنا عن سكتها وصرنا نهذي، ألهذه الدرجة صار مهما بالنسبة إلينا من فعل ماذا ولمن، في الوقت الذي خرجنا فيه من ''المونديال'' وصرنا بحاجة إلى تكتيك وتحليل يقودنا إلى تصحيح أخطائنا ''المونديالية'' وإعادة تجديد هجومنا، وترقيع دفاعنا، والإتيان بالجديد لإقناع الجمهور والمناصرين اليوم قبل الغد، وليس الحديث عن ''صفعة واحد زعلان''.. نحمد الله أن صايفي تجرأ فقط على رفع يده، وضرب محاورته، ولم يقم بفعلة كريستيانو رونالدو، وإلا لكنا رحنا فيها، وكان العالم العربي أجمع تنكر لنا ولعروبتنا، ومسح بنا الأرض، وصرنا على كل لسان، الغريب أننا في الوقت الذي تضاءلت فيه عنا أخبار الناخب رابح سعدان وعناصر منتخبنا الوطني، صرنا نسترجع في كل مرة جديد صايفي مع ''صفعته'' المشهورة.. بل وراح البعض إلى جلب بعض الأطراف التي شهدت لحظة ''الصفعة'' دقيقة بدقيقة ليشهدوا ضد الجاني .. ويحموا المجني عليه.. حوارات رحنا نقرؤها تتحدث عن من ضرب من؟؟؟، وكأنها قضية مصيرية، ولا زالت تستأنف مجرياتها إلى حين النظر في حقيقة من اعتدى على من، بعدما وصل الحد إلى رفع دعوى لدى الفيفا، وصرنا نتوقع كل شيء.. ولا شيء. أمور كهذه من الطبيعي جدا أن تحدث في مثل هذه المحافل الكروية الدولية، حيث يكون لعين ''البابارازي'' السلطة والقدرة الضاغطة لمتابعة كل كبيرة وصغيرة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنجوم كرة القدم أمثال رونالدو وروني وبيكام وآخرون، ممن تعودنا على سماع آخر خرجاتهم غير الاعتيادية والمجنونة. لكن أن يصير رفيق صايفي حديث الساعة بعد خروج ''الخضر''من ''المونديال''، فذاك الذي لم نكن نتوقعه، والأسوأ أن هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة عقلية بعض الجزائريين ''المارجة'' والحمد لله، والحمد لله هنا على لفظ ''بعض'' وليس على العقلية. استئناف الحديث المبالغ فيه عن حادثة صايفي تدعنا دون شك، نكتشف الوجه الآخر ليوميات الجزائريين بعد ''المونديال''، فمثلما كنا ننتظر بفارغ الصبر انطلاق منافسات كأس العالم، لنرى تألقنا من خلال أقدام ''الخضر''، صرنا اليوم نكرر ونجتر ودون أن نشعر دخلنا حلقة من الفراغ القاتل و''الروتين'' الذي أصابنا بعدما صرنا خارج ''المونديال''، وكأننا نتحسر على ما فات، حتى صرنا نروي قصصا من خيال مفادها أن شحاتة عرض نفسه لقيادة ''الخضر''.. فلماذا تهذي يا هذا ؟؟.