تحركت فرنسا أخيرا بعد أشهر من اختطاف رهينتها في النيجر من قبل عناصر ما يعرف بقاعدة المغرب من أجل تحريره، خاصة بعد البيان الأخير الذي أصدره التنظيم الإرهابي يحمل من خلاله ساركوزي مسؤولية حياة المختطف. في هذه الأثناء قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس إن باريس لم تتلق أي طلب من قبل القاعدة يخص قضية تحرير رهينتها بيار جرمانو، وجاء في كلامه أن وزارة الخارجية تحمل على الجد إنذار تنظيم القاعدة الذي بث على شبكة الأنترنيت. وأضاف ممثل الدبلوماسية الفرنسية ''لقد شاهدنا على شبكة الانترنت قبل أيام إنذارا، وهذا الإنذار هو مصدر قلق كاف لتؤخذ على محمل الجد جدا''، وقال في مؤتمر صحفي، ''إن السلطات الفرنسية حتى الآن لم تتلق أي طلبات، ولم تعلن أي جهة من الخاطفين عن مطالبها''، وأضاف ردا على سؤال إذا كان هناك اتصال بين الخاطفين وفرنسا، وقال المتحدث بمجرد أن تتلقى الحكومة أي طلب ''لسوء الحظ، لا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك''. والى ذلك تحركت اسبانيا، حيث مباشرة بعد تهديد القاعدة بقتل الرهينة الفرنسي خرج وزير الشؤون الخارجية والتعاون ميغيل انخيل موراتينوس عن صمته وقال ردا على سؤال حول التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب للصحافة المحلية ''إن الجماعات الإرهابية التي تحتجز اثنين من موظفي الإغاثة والرهينة الفرنسية تجبرنا أن نواصل العمل بنفس الالتزام والتفاني وحسن التقدير للتوصل إلى حل، وقال إن الأهم عندنا هو ''تحرير اثنين من المختطفين الإسبانيين''. يأتي هذا الأمر في ظل حديث متزايد عن تدخل فرنسي لدى السلطات الموريتانية من أجل إطلاق سراح بعض السجناء السلفيين الذين تطلب قاعدة المغرب الإفراج عنهم مقابل تسريح الرهينة الفرنسي لديها. وحسب ما تفيد به مصادر أمنية على صلة بالموضوع فإن التحرك الفرنسي جاء بعد البيان الأخير الذي أصدره التنظيم الإرهابي والذي يطالب من خلالها فرنسا بالإسراع للخضوع لمطالب الجماعات الإٍرهابية بتحرير سجنائها من القاعدة سواء من فرنسا أو من دول كموريتانيا. وسبق أن التنظيم طلب من فرنسا الإفراج عن أعضائه المسجونين في موريتانيا، التي رفضت التعامل إيجابيا مع شروط سابقة لنفس الخاطفين مقابل الإفراج عن الفرنسي بيار كامات. وكانت فرنسا قد تحركت قبل ذلك في قضية الرهينة السابق بيير كامات عندما أشرف وزير الخارجية آنذاك برنار كوشنير على زيارات متتالية إلى مالي بعد إصدار الجماعات الإرهابية لشروطها والتي حددتها بالإفراج عن سجنائها من مالي. ولم يتوان ساركوزي في النزول إلى مالي من أجل ''جلب'' الرهينة الفرنسي إلى باريس في ظروف وصفت أنها انتصار فرنسي وتحقيق أهداف خاصة، وأن كامات كان جاسوسا في منطقة الصحراء بالساحل، إلى ذلك مارست اسبانيا ولازالت ضغوطا على موريتانيا من أجل تقديم تنازلات وتحرير بعض السجناء للإفراج عن رهائنها، وهذا بمختلف الوسائل كان آخرها سفرية موراتينوس المفاجأة إلى نواقشط والتي فسرت حينئذ بمحاولة للضغط على موريتانيا في هذا الأمر.