يحتوي الديوان الصادر مؤخرا عن دار الهدى للنشر، بعنوان'' طريق الوفاء... على خطى الأخيار أصحاب بدر و ونوفمبر'' على أزيد من ثمانين قصيدة شعرية من نتاج القريحة الفكرية للأستاذ كمال بودومي، الذي يرى أنه إذا أردنا لحاضرنا السلم والإستقرار ولمستقبلنا العزة والإنتصار علينا الإقتداء بالإخبار والمهاجرين والأنصار والمجاهدين الذين حرروا لنا الديار. ومن جملة المواضيع الشيقة التي تناولها بودومي خلال عمله الأدبي هذا، قصيدة يصف من خلالها الصديق الذي لا نعرفه وإذا به ينقذك ويسعى لنصرتك من بعيد، ويقصد بذلك ما يسمون بحاملي الحقائب وعلى رأسهم فرانسيس جونسن، وأمثاله من الفرنسيين الأحرار الذين وقفوا إلى جانب الثورة التحريرية واستهجنوا جرائم فرنسا الإستعمارية، حيث قال في قصيدته ''رب صديق لم تعرفه... رفضوا ما يفعل ذويهم منذ أجيال ...من ظلم و تعذيب واعتقال ...فتحركوا في البداية لجمع الأموال ...'' . كما تطرق كمال في قصيدة أرض السلام إلى عراقة الجزائر الحبيبة، وفي هذا يقول '' جزائري لا أجد الكلام ... تبكم لساني من الغرام ...قلبي كله حب لك وأحلام ...أنت أسمى مما تخطه الأقلام ...''، كما ذكّر بودومي بمآثر أبطال المقاومة الشعبية، الذين حاربوا فرنسا الإستعمارية بعتاد حربي غير متكافئ فقال في قصيدة ثورة السلام '' ألاود سيدي الشيخ وعبد القادر ن بوعمامة وفاطمة نسومر... نماذج من شعب ثائر ...ينهزم وينتصر ...شعاره الله أكبر...''، كما مجد في قصيدة أخرى بعنوان ''يوم العلم'' يوم العلم الذي تحتفي به الجزائر في السادس عشر من أفريل من كل سنة، مدركا أهمية العلم في حياة الأفراد وكيف يرتقي رواده إلى درجات العلى، وأن الأمم تقاس بمدى تقدمها في سلم العلم والمعرفة بين أمم الأرض، وفي هذا يقول ''مرحبا بخير الأنباء ... اجتمع ورثة الأنبياء ... يطردون الجهل و الغباء''، كما استعرض كمال في بقية القصائد التي ضمن بها هذا الديوان العديد من المواضيع التي تمس الفرد و المجتمع .