تحمل القصيدة الشعبية في ثناياها خطابا شعبيا قويا ونفاذا إلى القلوب والعقول انطلاقا من أن الشعر في شكله العام وليد النفس الإنسانية ذاتها وتعبير عن العاطفة التي يتمدد ظلها الواسع ليشمل قضايا اجتماعية عديدة ومتنوعة. فالشاعر الشعبي يتأثر وينفعل وجدانيا، بما يحيط به، ويحاول قدر المستطاع الإجابة عن التساؤلات التي تطرحها الفلسفة الشعبية الغناءة العفوية، فعلى قدر بساطة الكلمات والعبارات التي يتشكل منها النسيج الفني للقصيدة الشعبية فهي معقدة ومتشابكة، لكنها واضحة يفهمها القاصي و الداني. تلك هي الحالة التي يستشفها المتصفح للديوان الشعري الذي صدر حديثا عن الشركة الجزائرية بوداود بعنوان ''أجيني بالحنانة '' لصاحبه الشاعر المتميز كمال شرشار، الذي نهم من الشعر الشعبي من كبار فطاحل الشعراء الشعبي منذ نعومة أظافره، ضمن الشاعر ديوانه 50 قصيدة، صاغها في قالب له خصوصية متميزة تختلف كليا عن باقي القصائد الشعبية المتداولة، فهي متناغمة ومتناسقة اعتمد فيها العديد من الأغراض الشعرية المعروفة منها الحب والوفاء، العتاب، وحنين الذكريات، والشوق لملاقاة الحبيب ، الرثاء، و عن الغربة... وغيرها من المواضيع التي انبثقت من أحاسيسه الفياضة متخذا من دمه حبرا تنساب منه العبرات ومعاني تنبض بالحياة تسقي أرض جرداء فتزهر وتعطي أملا ورديا يحتضنه قلب موجوع فتزرع فيه روحا جديدة مفعمة بالحياة، والجميل من كل هذا أن الشاعر أرفق كل قصيدة بشرح وافٍ لها حتى يعطي للقارئ فكرة عن مضمونها لدفع الغموض عنها، من جملة ما جاء في هذا الديوان قصيدة بعنوان '' هذي ساعة سعيدة'' يقول في مطلعها ..هذي ساعة سعيدة ...و أنا بيك سعيدة...جيتي يا لوريدة...بعد ما كنت وحيدْ..نفتح صفحة جديدة.. و نبدا عهد جديد.