بعد أن تلقت القاعدة ضربات موجعة من خلال استسلام الضابط الشرعي وعضو مجلس أعيان التنظيم المسلح سابقا تواتي عثمان المدعو أبو العباس وإصداره بيانات يدعو زملائه السابقين إلى وضع السلاح. وهذا بعد أن تم شرح أسباب التخلي عن العمل الإرهابي في رسالة تم توجيهها ألأسبوع الماضي إلى كل الإرهابيين المرابطين في الجبال والذين لا يزالون يعتقدون أن العمل المسلح هو جهاد في سيبل الله ، حسب الفتاوى التي تصلهم من هنا وهناك ، أصدر التنظيم الإرهابي شريطا مصورا بعد مرور عام وشهر على مجزرة المنصورة بولاية برج بوعريريج والتي راح ضحيتها، ما لا يقل عن 18 دركيا و3 مدنيين، منهم حارس بمؤسسة عقابية، في أعنف كمين تتعرض له قوات الدرك على الطريق الوطني رقم ,5 الذي يربط الجزائر بمدن شرق البلاد، حيث تبين هذه الصور كيفية الاعتداء الإجرامي الذي استهدف آنذاك أفراد الدرك الوطني ، عبر مواقعه الإلكترونية، ويريد من خلالها أن يثبت في محاولاته اليائسة وجوده على أرض الواقع ، خاصة في ظل نزوح كبير للأمراء وأمراء الكتائب من الجبال وارتمائهم في أحضان المجتمع ومصالح الأمن الذي وفر لهم كل الحماية، وحتى تسهيل لهم إعادة الانخراط في المجتمع الجزائري، و هو الأمر ليس بالهين خاصة بعد سنوات الدم التي عرفتها الجزائر. وحسب المتتبعين فإن بث هذه الصور من قبل التنظيم الإرهابي هو خير دليل على الفشل الذريع الذي يعاني منه داخل المعسكرات، خاصة بعد النداء ألأخير لأبي العباس. وما إصدار هذا الشريط المرئي على مواقع التنظيمات الإرهابية إلا دليل على محاولة منها لرفع معنويات باقي العناصر التي لازالت تؤمن بالعمل الإرٍهابي . وجاء هذا الأمر كردة فعل طبيعية على رسالة كل من القياديبن السابقين في تنظيم القاعدة في المغرب واللذان كانا قد سلما نفسيهما إلى السلطات مؤخرا، حيث تم دعوة عناصر التنظيم المسلح إلى وقف العمل الإرهابي وتسليم أسلحتهم والالتحاق بمسعى المصالحة الوطنية. إلى ذلك تقول المراجع ذاتها أن التنظيم الإرهابي يعاني من تخبط كبير في الإعلام فمن غير المعقول أن تمر سنة كاملة على الاعتداء الإجرامي لبث هذه الصور وهو الاختلال الكبير الذي تعاني منه الجماعات الإرهابية . وطالب أبو العباس الكف عن تكفير المسلمين والتوقف عن سلسلة الجرائم التي ارتكبت والتي يخطط لارتكابها في حق المسلمين المدنيين. من جهته دعا المكلف بالاتصال السابق في التنظيم سمير سعيود المدعو (مصعب) في نداء وجهه إلى العناصر المسلحة إلى التخلي عن السلاح والانخراط في المصالحة الوطنية. وقال سعيود الذي سلم نفسه لمصالح الأمن الجزائري في 26 أفريل الماضي ''ما تقومون به لا علاقة له بالجهاد ويضر بالإسلام ويوسع الفتنة في الأمة الإسلامية وعليكم بالالتحاق بمجتمعكم وأسركم فالمجتمع مستعد لاحتضانكم وتضميد الجراحس. وتوالت توبة الإرهابيين ففي ماي ,2009 دعا ثلاثة قياديين سابقين في التنظيم الإرهابي المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم للاستفادة من ميثاق السلام والمصالحة الذي يمنح عفوا إذا توافرت بعض الشروط. وأكد عمر عبد البر مسؤول لجنة الإعلام وأبو زكرياء مسؤول اللجنة الطبية سابقا ومصعب أبو داود قائد منطقة سابق، أن عمار صايفي المدعو ''عبد الرزاق البارا'' وهو من قادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب واعتقل سنة ,2006 كان وجه رسالة مشابهة إلى المغرر بهم الذين ما زالوا ينشطون في الجبال.