بعد مرور أكثر من أسبوعين على تسليم ''عثمان أبو العباس'' واسمه الحقيقي تواتي عثمان أحد أعضاء مجلس الأعيان، والذي شغل أيضا منصب الضابط الشرعي لتنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، نفسه لمصالح الأمن، وقبله بشهرين تطليق مقدم لونيس أبو النعمان عضو الهيئة الطبية لمنطقة الوسط، العمل المسلح، اصدر التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال بيانا يكذب فيه استسلام هذين الأخيرين، معتبرا عملية التسليم أسرا على حد تعبير كاتب البيان الصادر عن مؤسسة الأندلس لا استسلاما، رغم أن الأول سلم نفسه بعد ان أقنعته زوجته، والثاني سلم نفسه مقتنعا أيضا. وفي هذا الشأن، أفاد متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، أن تسليم العنصرين الهامين في التنظيم الإرهابي السالف ذكرهما، أنفسهما لمصالح الأمن، شكل ضربة قوية له، وخلف تذبذبا وتململا كبيرين في صفوف العناصر الإرهابية، على اعتبار أن هذه الأخيرة تتحين الفرص للتخلي عن العمل المسلح والالتحاق بالحياة المدنية، خاصة بعد أن أصبحت السلطات تخلي سبيل كل تائب مباشرة بعد استكمال التحقيقات معه، ولفت الخبراء أن العناصر القديمة كانت قدوة العناصر الجديدة، واقتناع هذه الأخيرة بميثاق السلم والمصالحة وإعلانها الصريح توبتها، جعل العناصر الجديدة في التنظيم تسعى لحذو حذوها، وهو ما أحرج قيادات التنظيم الإرهابي التي تسعى حاليا للحفاظ على ما تبقى من خلال تكذيب حقيقة استسلام كل من أبو العباس وأبو النعمان، وربط العملية باستسلامهما، ونقل تائبون سلموا أنفسهم حديثا ل ''النهار'' أن قيادات التنظيم الإرهابي تعمل في كل مرة على إشاعة أن العناصر القيادية لا تسلم نفسها وإنما يتم إلقاء القبض عليها، في حين تعتبر استسلام ''الجنود'' خيانة ورغبة من هؤلاء للعودة الى حياة ''الفسق'' أي الحياة المدنية، وقال تائب حديث في لقاء مع ''النهار'' أن دروكدال يوصي دائما على ترويج هذه الفكرة لمنع العناصر الإرهابية من التفكير في التوبة، كما ينفرهم من ذلك من خلال الادعاء بأن العناصر التي تسلم نفسها تتعرض للتعذيب والأسر، وهو ما كذبته حقيقة التائبين الذين سبق وأن أكدوا أنهم يحيون عيشة عادية بين أهلهم، ولعل خير دليل على ذلك هو حالة مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال ''أبو حمزة'' واسمه الحقيقي حسان حطاب، الموجود حاليا في كنف عائلته، إذ سبق ل ''النهار'' وان انفردت بنقل حقائق من عائلته عن وجوده في مكان آمن رفقة زوجته وأبنائه، أين لا يمكن للجماعات الإرهابية الوصول إليه، أو اذايته خاصة وأنها تعتبره خائنا بعد أن ترك العمل المسلح قناعة، وأصبح من اشد المعارضين له. بالمقابل، يرى خبراء أن قيادات التنظيم الإرهابي، تعمل من خلال العودة الى بيانات التكذيب، لرفع معنويات العناصر الإرهابية في ظل النزيف الحاد الذي يعرفه تنظيم دروكدال من حيث مادته الرمادية التي قضي على أغلب عناصرها ويسعى من تبقى منهم للحفاظ على أرواحهم من خلال الاستسلام، والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي مازال ساري المفعول، دون أن يثني وجود هذه الفئة الضالة من عزيمة مصالح الأمن في القضاء على عناصرها الرافضة للتوبة من خلال تطويق مداخل ومخارج التنظيم والسيطرة على تحركاته بشكل كبير بالتعاون مع العناصر المخترقة له، والمعلومات التي يوفرها التائبون لإحباط أي محاولة لتنفيذ عمليات إرهابية.