ازدادت في السنوات الأخيرة رغبة الرجال في اقتحام عالم الحلاقة النسوية وهو ما تشهد عليه مختلف مدارس تعليم الحلاقة والتجميل حيث لم يعد غريبا أن تجد من بين منتسبيها وطالبي تعلم الحلاقة النسوية شباب ورجال وجدوا في هذه الأخيرة فرصة لإظهار إبداعاتهم بشكل أفضل. يعرف عدد الرجال الذين اقتحموا عالم الحلاقة النسوية في المجتمع الجزائري تزايدا مستمرا، حيث يمكن القول أن الكثيرات من السيدات لا يجدن حرجا من التردد على الصالونات التي يعمل بها الرجال ويجدن راحتهن فيها على غرار ما يشاهدنه في البلدان الاروبية والعربية، أين تنتشر بشكل كبير الحلاقة النسوية بأنامل رجالية ولعل توافد الرجالية العربية على الجزائر واقتحامها عالم الحلاقة النسوية ساهم في انتشار هذا النوع من النشاطات على أيدي حلاقين من سوريا ومصر ولبنان بوجه خاص. خبرات مشرقية للشباب الجزائري تختلف آراء السيدات الجزائريات حول موضوع الحلاقة على يد رجال، فالكثير من السيدات خاصة المحجبات منهن يرفضن الفكرة جملة وتفصيلا، والبعض الآخر يتقبلن فكرة أن يقوم رجل بهذا الدور وتختلف مبررات الرفض والقبول من سيدة إلى أخرى، حيث العديد منهن تضعن كامل ثقتها بين أنامل رجالية، باعتبار أن النساء تتحكم فيهن أمور نفسية وعاطفية كالغيرة والحسد، إضافة إلى عصبية المرأة التي ليس لها حدود، كما أصبحت هذه المهنة مجالا للمنافسة الشديدة بين الرجال والنساء لان الحلاقة النسوية متشعبة وتحمل الكثير من الإبداعات عكس حلاقة الرجال، خاصة عند اقتراب موسم الأعراس إذ نجد العروس بمجرد معرفة موقع حلاق نسوي ترددت إليه صديقة لها إلا ولجأت إليه لضيق وقتها يوم عرسها، وخفة أيدي الرجال على النساء وتفوقهم في آن واحد، لكن مقابل ذلك نجد أيضا العديد من النساء يرفضن فكرة ممارسة الرجال لهذه المهنة، حيث يعتبرنه مجالا محتكرا للنساء فقط لأسباب عديدة، منها أن النساء بما أنهن من نفس الجنس فالمرأة هي التي تعرف ما يليق بالزبونة، كما ينظر لمثل هذه الأشياء أنها مخرج للمرأة التي لم تكمل دراستها لتدخل ميدان العمل، فاغلبهن يجدن هذه المهنة الأنسب لهن، خاصة إذا كن لا تحملن أية شهادة، وفي مقابل ذلك يرفض كثير من الرجال مجرد التفكير بالعمل كحلاق للنساء معتبرين انه حكر على المرأة، وأنه ليس من تقاليدنا ودخيل على مجتمعنا، حتى لولم يجدوا أي عمل آخر فلا ينقصوا من قيمتهم كجنس خشن. هواية تواجه رفض المجتمع تؤكد السيدة أبركان مديرة مدرسة'' ملكة الجمال''بالعاصمة أن الإقبال على تعلم الحلاقة النسوية لم يعد حكرا على السيدات فقط بل امتد ليشمل فئة كبيرة من الرجال الذين وجدوا في هذه المهنة فرصة لإثبات قدرتهم على مسايرة تفوق بعض النساء في هذا المجال، كما ان أشهر حلاقي السيدات في العالم رجال، كما يعرف المشرق العربي طفرة نوعية في الحلاقة النسوية، وهذا ما جعلنا ننقل الخبرة اللبنانية والسورية للشباب الجزائري من خلال التعاقد مع أساتذة من هذه البلدان، لنقل خبراتهم وتجاربهم للمتلقين في الجزائر والشباب الراغبين في تعلم هذه الحرفة. وأضافت السيدة أبركان ان الذكور لم يجدوا حرجا في تعلم الحلاقة النسوية خاصة مع النجاح الكبير الذي تعرفه صالونات الحلاقة، التي تشغل رجالا من الدول العربية، وبعض الجزائريين الذين ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة، ومن بين الشباب المقبل على دروس الحلاقة الشاب سمير القادم من الدارالبيضاء الذي أكد لنا انه أحب مهنة الحلاقة، وأراد أن يواصل أخذ المزيد عنها من خلال تعلم الحلاقة النسوية، رغم حالة الاستغراب التي ميزت معارفه وأقاربه إلا انه استطاع أن يقنعهم بأن الحلاقة النسوية فن ومهنة لا تختلف عن باقي المهن، وسيتقبلها المجتمع شيئا فشيئا مثلها مثل بقية الظواهر الأخرى، التي كانت تلقى الرفض في وقت مضى. س.ح