تحولت عاصمة الهضاب العليا منذ أمسية أول أمس الى عاصمة للثقافة المغاربية بفعل افتتاح الطبعة الرابعة للرواية التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالمتحف الوطني بسطيف بجبة الرواية المغربية من التأصيل الى التجريب، وهي محاولة شاملة لدراسة الرواية المغربية بأقلام جزائرية وابراز التحولات التي شهدتها خلال السنوات الماضية والمستجدات التي تعرفها في ظل العولمة والتيكنولوجيا واجتياح الثورة المعلوماتية. وقد جاء الملتقى لتوصيل حلقات المشروع الذي ولد لبناء استراتيجية مغاربية في الرواية الذي ضم كل من الجزائر المغرب وتونس في انتظار انضمام ليبيا وموريتانيا لبناء صرح مغاربي من شانه لم شمل الكتاب والروائيين المغاربة والتقريب فيما بينهم وتشجيع تبادل الأفكار.ويعد هذا الملتقى تقليدا سنويا مغاربيا بعد ملتقى الدارالبيضاء في نوفمبر الماضي حول'' الرواية الجزائرية الذات التاريخ والحلم'' لما حققتة الرواية المغاربية مؤخرا من رواج واهتمام في الملتقيات الأدبية والثقافية وهيمنتها على المشهد الثقافي المغاربي.عالج هذا الملتقى مجموعة من النصوص الروائية المغربية المتأرجحة بين نقل الواقع المغربي ورهانات المستقبل المتعلق بشتى مجالات الحياة من داخل وخارج المغرب على غرار'' باب تازة'' لعبد القادر الشاوي و''خطبة الوداع'' لعبد الحي مودن اضافة الى ''رواية المصري'' لكاتبها مخمد أنقار و''سيرة الرماد'' لخديجة مروازي مع اعطاء مساحة مهمة للرواية الحديثة كرواية'' حارث النسيان ''لكاتبها كمال الخمليشي و''المباءة'' لمحمد عز الدين التازي و''ديك الشمال'' لمحمد الحرادي و''شجيرة حناء'' و''القمر'' لأحمد توفيق زيادة على روايات'' امرأة حلم أزرق'' لعبد الحميد الغرباوي '' والخبز الحافي لمحمد شكري، الى جانب عدد كبير من العناوين التي غاصت في الأعماق ونقلت الأوضاع بالمغرب العربي وهي تنتظر ما ستجود به أقلام الناقدين الجزائريين لاضفاء صورة التميز المغاربي ومزج العناصر التي تبنى عليها الرواية التي أصبحت على حد تعبير كل من التقت بهم الحوار المنافس الأول لصاحب السمو،الشعر، والتي تسعى الى التربع على عرش الفنون الأدبية. اوضح بن شعيب خليفي مديرمختبر السرديات بجامعة بنمسيك المغربية الهيئة المنظمة للملتقى بالتنسيق مع ولاية سطيف ان الهدف من هذا الملتقى هوبناء حس مشترك ومشروع ثقافي راقي بين الروائيين المغاربة ووضع الرواية المغربية على طاولة النقد الجزائري بهدف الارتقاء بالرواية المغاربية، مشيرا الى أن الطبعة الخامسة للملتقى سيخصص لها موضوع الرواية الجزائرية..