كشف محمد بن سالم محافظ الجناح الجزائري في معرض ''سرقسطة'' الدولي للمياه أن الجزائر تمكنت حاليا من استرجاع ما يقارب 100 ألف هكتار من الأراضي المهددة بالتصحّر، بفضل خطط إعادة التشجير التي باشرتها وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم منذ سنوات عدة، مضيفا أنه بالرغم من الحرائق التي أضحت تتلف مساحات كبرى من الأراضي والغابات، إلا أن البرامج الوزارية استطاعت تجسيد مشاريع التشجير، التي أسفرت عن غرس مليون هكتار من الغابات إلى غاية السنة الجارية. وأوضح بن سالم خلال ندوة صحفية على هامش المعرض بالعاصمة الاسبانية مدريد نهاية الأسبوع الفارط أن وزارة السياحة قد باشرت منذ العام 2000 برنامجا وطنيا شاملا يهدف إلى تعزيز حملات التشجير بمعدل 70 ألف هكتار من الغابات سنويا بكامل مناطق القطر الوطني، على أن يرتفع المعدل إلى حوالي 200 ألف هكتار من الغابات بداية من العام الجاري. من جهته، أكد منصف بن جديد المدير العام للحظيرة الوطنية للقالة المصنّفة ضمن المحميات الطبيعية من طرف منظمة ''اليونسكو'' أن الجزائر تسعى حاليا إلى رفع عدد الحظائر الوطنية عن طريق عمليات استصلاح الأراضي، بالنظر إلى شساعة مساحة المناطق الصحراوية، داعيا المتعاملين الاسبانيين إلى الاستثمار المشترك في هذا المجال. وقال بن جديد إن الحظيرة الوطنية للقالة تعدّ حاليا من المحميات الطبيعية التي تحضى بعناية خاصة من طرف الحكومات المتعاقبة في الجزائر، فهي تقع بالمنطقة الحدودية الشرقية على مساحة 90 ألف هكتار، تحوي مختلف أنواع النباتات والحيوانات، بغرض المساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي تتميز به الجزائر، مضيفا أن المساحات المائية التي خصصتها الوزارة على طول 40 كلم للحفاظ على الحياة المائية، فضلا عن سلسلة الكثبان الرملية والمناطق الرطبة التي تشمل عليها الحديقة، على علو 700 متر فوق سطح البحر، قد مكنت الجزائر من اكتساب ثروة حيوانية هامة تدعّم المكتسبات البيئية. يذكر أن الحظيرة الوطنية للقالة تشمل على تعداد سكاني يقارب 20 ألف نسمة، تعوّل عليهم الحكومة لإيجاد توازن حقيقي بين التنمية السّكانية وحماية الممتلكات الطبيعية، بغرض إدماجهم في مسيرة البرامج الإيكولوجية، وتمتد الحظيرة على مساحة 78 ألف هكتار، بالمحاذاة من البحر المتوسط شمالا، لتضم بذلك 3 شواطئ، و3 محميات طبيعية، لأكثر من 50 نوعا من الطيور وأنواع من الحيوانات الأخرى.