صدرت، مؤخرا، عن دار الأوطان مجموعة شعرية بعنوان ''أناشيد وأشعار من الثورة المسلحة '' انبثقت من معاناة النضالات اليومية لإحدى بنات الجزائر وهي المجاهدة الزهرة سليمي التي كان لها شرف المشاركة في الثورة التحريرية الكبرى. حملت المجاهدة سليمي الكتاب عبر 64 صفحة من الحجم المتوسط 24 قصيدة وطنية تتغنى بالوطن والتضحية في سبيل أن يحيى هذا البلد حرا، وكانت البداية بقصيدة ''حكم'' التي تتحدث عن الصبر والصمود في وجه الشدائد والعمل بإخلاص خدمة للوطن، لتنتقل بعدها إلى قصيدة ''قسم الأبطال'' ذلك اليمين الذي اختاره الأجداد على مر العصور لحماية البلاد لتنشد بعدها ''نشيد الاخوة'' التي تحاكي فيه سنوات الجمر والأنين والعذاب التي شنها عدوان الغاصبين في الجزائر. ولهذا أرادت المجاهدة سليمي ان يكون هذا العمل مهدى الى الشهداء الأبرار وصانعي مجد الوطن، بترجمة انفعالات وأحاسيس تكونت في ظروف استثنائية عاشتها الجزائر في الفترة الممتدة من اول نوفمبر 1954 و5 جويلية 1962، فحاولت اخراجها من سجنها الى عالم الوجود وذلك عن طريق تجسيدها في هذه المجموعة المتواضعة التي تكتبها متشابهة لأن واقعها وأسبباها تكاد تكون واحدة. هذا وأوضحت المجاهدة في مقدمة كتابها ان الاحداث التي شهدتها خلال فترة الاستعمار لن تفيها حقها لعظمتها وشدة وقعها على إحساسها وهي تشاهد افراد اسرتها يعتدى عليهم ضربا من جيش العدو الفرنسي بمناسبة تفتيش منازلهم، وهو اول تفتيش يقع في حي القصبة بتاريخ 24 جويلية 1956 ''وأنا أشاهد ابي يعذب أمامي ولم يعد إلا وهو جثة هامدة محروقة''، الى غيرها من الاهوال والآلام التي حاولت افراغ بعضها في هذه المجموعة .