بصوت عذب وكلمات رنانة راحت المجاهدة زهرة سليمي زمالي تنشد لنا بعض الأناشيد الوطنية التي كانت تبعث بها إلى الثوار في الحدود الجزائرية التونسية ابان الثورة التحريرية، مستحضرة في ذات السياق شاعر الثورة الكبير مفدي زكرياء وذكرياتها مع الرجل، حيث قالت سليمي ''كان مفدي صديقا حميما ومقربا جدا إلى والدي، وكانا يتبعان تجارة واحدة وهي بيع الكتب ، وكان مفدي يحث دائما على حب الوطن واكبر ما جمعه بوالدي تضيف زهرة '' حب الوطن والإسلام صحيح انني لم اطلع على اشعاره فلم يكن يتسنى لي الوقت لأقرا أشعاره فمن الدراسة إلى النضال، كما أني لم ألتق به لكن الشعر كان الرابط بيننا . من جهة اخرى اوضحت سليمي ان مفدي كان هو الوسيط بينها وبين الثوار ''فلما كنت ابعث الرسائل الى الثوار بتونس وهي اشعاري الحماسية عن طريق ابناء عمي، كان هو يستلمها ويقوم بتسليمها الى المجاهدين بنفسه.'' تتوقف زهرة قليلا لتعود إلى سرد ذكرياتها لما قرأ زكرياء اشعاري الحماسية قال لي:''لم أر شعرا حساسا وحماسيا ومكتوبا بصدق مثل شعر زهرة سليمي''، وهذه شهادة اعتز بها وستضل وساما على جبيني طوال الدهر، خاصة وأنها جاءت من قبل شاعرة الثورة، وتعود الزهرة وهي تسرد لنا هذه التفاصيل الى الايام الماضية وتقول ''لقد كان المجاهدون في الجبال وفي الحدود يرددون دائما اشعاري التي تحث على التسلح بالايمان وحب الوطن والصبر والجهاد من اجل الحرية والانعتاق''. وبعد الاستقلال حضرت احدى محاضرات مفدي زكرياء حيث ألقى قصيدة بعنوان ''جزائر يا أم الدنيا ''وكان وقعها كبيرا علي الى درجة اني ذرفت دموعا كبيرة رحلت بي إلى سنوات النضال .