صدر عن دار الأوطان للطباعة، النشر، التوزيع، والترجمة، ديوان شعري تحت عنوان (أناشيد وأشعار من الثورة المسلحة) للمجاهدة فاطمة زهراء سليمي، والتي جمعت خلاله مجموعة من الأناشيد الحماسية والأغاني الوطنية التعبوية التي كانت تترجمها أحاسيسها إبان الثورة التحريرية وتبعث بها إلى الثوار في الحدود التونسية، لاسيما وأنها كابدت الآلام وجراح فقدان أفراد أسرتها بعد التنكيل بهم من طرف العدوالفرنسي الهمجي البربري الذي كان لايتوانى عن الاستمتاع بالتقتيل والتعذيب بشتى الوسائل، محاولة بأسلوب بسيط ولغة واضحة تفهم بيسر، التعبير عما يختلج في صدرها أثناء الأزمات والظروف التي كان يمر بها الشعب الجزائري، مستلهمة مما يحدث في القصبة نقطة انطلاق العمليات الجهادية بالعاصمة فترة الاحتلال. ولقد تناولت " فاطمة الزهراء" حرم المجاهد زمالي في كتابها الذي جاء في 64 صفحة ومن الحجم المتوسط، أمانيها ونضالاتها اليومية المتطلعة لنيل الاستقلال، وإن كانت بعض كتابتها تمثل تجربتها الخاصة مثل قصيدة "أنين سبع سنين" و"حكم القدر" و"نشيد الانتقام " الذي حمل لوعة استشهاد الأب والأخ الذي تعرض للتعذيب لدرجة تشويهه، إلا أنها عبرت عن معاناة شعب بكامله عانى ويلات المستدمر الغاشم، بالإضافة إلى ذلك دونت الشاعرة حبها الفياض تجاه الجزائر في قصيدة "جزائري الحبيبة جزائري" ولحظات التوق للحرية وأهم الأوضاع التي عرفتها الجزائر في تلك الحقبة الإستعمارية كاندلاع الثورة المظفرة وانضمام الشعب والطلاب إلى جيش التحرير الوطني، وقوفا عند المجازر التي عرفتها البلاد والدعوة للكفاح المستمر وشحذ همم الثوار في نشيد" الجهاد"، وقصائد أخرى لاتدل على تجربة فردية بقدر ما تصور محطات تاريخية هامة من تاريخ بلادنا ونضال شرفاء هذا الوطن الذين قدموا أرواحهم قربانا على مذبح الحرية الذي كان ثمنه غاليا. وعليه فالديوان الشعري" أناشيد وأشعار من الثورة المسلحة" الذي يحوي 28 قصيدة، يستدعي القراءة والدراسة من قبل المهتمين، ونحن لانشك في كثرة مثيلات فاطمة الزهراء سليمي ممن كان لهن شرف المشاركة في الثورة المباركة، ولكن قليلات منهن من كانت تترجم أحاسيسها بتنظيم الأشعار في خضم المعركة.