اعتصمت أمس 35 عائلة تقطن بسوق الخضر بمنطقة عين البيضاء بوهران، أمام مقر دائرة السانيا، مطالبة بوضع حد نهائي للوضعية المأساوية التي تعيش في كنفها منذ سنوات داخل محلات تجارية بالسوق المذكور. وقد اتخذت منذ سنوات هذه العائلات المحلات التجارية لسوق الخضر بعين البيضاء مأوى لها، في ظروف أقل ما يقال عنها انها غير إنسانية، إذ وعلى الرغم من كل المحاولات التي قامت بها من أجل أنسنتها. من خلال أعمال التهيئة التي باشرتها، إلا أنها لم تغير شيئا في وضعية المحلات التي تفتقد لأدنى شروط العيش الإنسانية، فلا ماء ولا كهرباء والأكثر من ذلك انعدام المراحيض، التي دفعت السكان إلى حفر مطامر وخنادق لقضاء حوائجهم، وكأننا في العصور البدائية، الوضعية ازدادت سوداوية، مع مياه الصرف القذرة، التي تنبعث منها روائح كريهة تحبس الأنفاس، وكذا أكوام القمامة التي تحولت إلى مرتع للأفاعي والجرذان السامة، التي باتت ترعب سكان هذا المعتقل، علما أن المحلات أو بالأحرى الأكواخ التي يسكنونها تتحول في فصل القر إلى ثلاجة تبريد، يستحيل معها الحصول على جو دافئ، أما في فصل الصيف فالحرارة لا تطاق داخل هذه المحلات، كل عوامل الفقر والبؤس تجمعت وتحالفت ضد هؤلاء السكان، الذين لم يجدوا إلا الاحتجاج كسبيل لإسماع آهاتهم للسلطات المحلية، والأكثر من ذلك فإن مصالح بلدية السانية، طلبت منهم إخلاء سوق الخضر المذكور، ليبقى مصير هؤلاء مجهولا إلى حد الساعة.