تشهد غالبية مساجد العاصمة منذ أول أيام رمضان تزايدا كبيرا في عدد النساء المصليات، فالإقبال الكبير للنساء والفتيات من مختلف الفئات العمرية على بيوت الله كان مبكرا هذه السنة على غير ما عرفته هذه المساجد في السنوات الماضية، حيث كان يزيد العدد في العشر الأواخر لما يعرف عنها أنها تفتح المجال للعتق من النار، وإذا عرف السبب بطل العجب خاصة لدى العازبات. قررت الكثير من النساء على اختلاف أعمارهن هذه السنة التوجه إلى المساجد لتأدية صلاة التراويح منذ أول أيام رمضان أو بالأحرى منذ ليلة الشك، على غير عادتهن، فبعدما كانت النساء المسنات والمتزوجات يعكفن في المساجد لتأدية التراويح من أول أيام الصيام فيما تلتحق بهن الشابات والمراهقات في منتصف الشهر أو في العشر الأواخر، طغى مظهر جديد هذه السنة على غالبية مساجد العاصمة تسبب في الاكتظاظ وقلة الأماكن للمصليات من النساء حتى على مستوى المساجد الكبرى. توضحت لديهن الصورة الهدف من التوجه إلى المساجد لتأدية صلاة التراويح هو كسب المزيد من الأجر والتضرع إلى الله بالدعاء المستجاب، هذه السُنة الحميدة التي يواظب عليها المواطنون في تسابق منهم لمضاعفة الأجر لا يختلف اثنان على فضلها، هذا الفضل لم تكتشف بعض النسوة قيمته إلا مؤخرا بتوجههن إلى المساجد في العشر الأواخر من الشهر فقط. فيما كن يمضين العشرين يوما الأولى منه في السير على خطى العادات والتقاليد العاصمية، في تمضية السهرات الرمضانية منشغلات بالأمور الدنيوية من تبادل للزيارات والالتفاف حول موائد الشاي لتجاذب وتبادل مختلف أنواع الفال عن طريق البوقالات، منشغلات بذلك عن ذكر الله وإعمار بيوته ظنا منهن أنهن سيتداركن الأمر بالتوجه إليها في العشر الأواخر. ومع التفتح الذي يشهده مجتمعنا وتراجع نسبة الأمية خاصة بين النساء، تصححت بعض للمفاهيم والاعتقادات لديهن فصرن يتسابقن على الظفر بمكان في الصفوف الأولى وابتداء من الأيام الأولى بحثا عن مغفرة الله ومرضاته. اكتظاظ وزحام غير مألوفين رصدت (الحوار) أجواء مصلى النساء بمسجد الرحمة بالعاصمة منذ أول أيام الشهر الفضيل، ولمست الزحام والاكتظاظ الكبيرين بهذا المسجد بالرغم من اعتباره من بين أكبر مساجد العاصمة من ناحية الطاقة الاستيعابية للمصلين، وبدا الفرق واضحا في نفس المكان خلال نفس الفترة من السنة الماضية أين كانت المرشدات الدينيات يطلبن من المصليات التقدم إلى الصفوف من أجل ملئها نظرا للعدد القليل من المصليات في بداية الشهر، في حين لم تتمكن هؤلاء المرشدات هذه السنة من تسوية الصفوف بطريقة جيدة نظرا للعدد الهائل من المصليات ما اضطر إلى فتح ثلاثة أماكن إضافية لاستيعاب أكبر عدد ممكن منهن، إلى درجة حدوث بعض الخلافات بين المصليات اللواتي يأتين في ساعة مبكرة للحصول على مكان في الصفوف الأولى وبين المتأخرات اللواتي تدخلن في الصفوف بطريقة قسرية متحججات بإقامة الإمام للصلاة. وكما صرحت بعض النسوة اللواتي التقتهم (الحوار) عقب انتهاء الصلاة، وخاصة غير المتزوجات منهن، أنهن كنّ مفرطات في حق أنفسهن في كسب المزيد من الأجر باقتصار مداومتهن على التراويح في العشر الأواخر فقط من الشهر، أما هذه السنة وحتى مع قلة الأماكن تصر كل واحدة منهن على المواظبة إلى آخر أيام الشهر ليرفعن من نسبة تقبل دعائهن الذي يتكرر 30 يوما بدل 10 أيام فقط.